١٠ حزيران ٢٠٢٥ 
أكد الأمين العام للاتحاد العالمي للنقابات (WFTU)، بامبيس كيريتسيس، خلال كلمته في الجلسة العامة لمؤتمر العمل الدولي الـ113، أن الذكرى الثمانين لتأسيس الاتحاد العالمي للنقابات تتزامن مع مرور 80 عاماً على الانتصار التاريخي على الفاشية والنازية في عام 1945، مشيراً إلى أن هذه المصادفة تعكس الروح التحررية والنضالية التي نشأ فيها الاتحاد بعد الحرب العالمية الثانية، دفاعاً عن السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ورغم مرور ثمانية عقود، شدد كيريتسيس على أن تلك الآمال لم تتحقق بعد، حيث تستمر الحروب الإمبريالية والتدخلات والعقوبات والحصارات في التصاعد. وأعرب عن قلقه العميق من تصاعد الفاشية مجدداً، مشيراً إلى ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين في غزة من قبل الدولة الإسرائيلية، بدعم أو تساهل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفائهما". وانتقد كيريتسيس الانتهاكات المستمرة لحقوق العمال الفلسطينيين، داعياً منظمة العمل الدولية إلى اتخاذ خطوات ملموسة بدلًا من الاكتفاء بالتقارير الوصفية، ومطالبًا بالارتقاء بوضع فلسطين داخل المنظمة من "حركة تحرير" إلى "دولة مراقب غير عضو" كحد أدنى من الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. وسلّط كيريتسيس الضوء على التحديات الخطيرة التي يواجهها العمال حول العالم، مشيراً إلى ارتفاع معدلات البطالة، وتفاقم العمل غير المستقر وغير المؤمن، وارتفاع سن التقاعد، وتراجع الحريات النقابية والديمقراطية، في ظل اقتصاد حربي يخدم مصالح الشركات متعددة الجنسيات على حساب حقوق العمال. وأكد أن "الشعارات الجذابة" مثل "العقد الاجتماعي الجديد" و"العمل اللائق" لا تكفي، مطالباً بقرارات وسياسات عملية تدعم حقوق العمال بشكل حقيقي، بعيداً عن التصريحات المجردة. ورغم الصورة القاتمة، عبّر كيريتسيس عن أمله في مقاومة العمال لهذه الهجمات، مؤكداً أن خيارهم هو النضال، وأن سلاحهم في ذلك هو التضامن والأممية. وأعاد التأكيد على التزام الاتحاد العالمي للنقابات بمبادئه التأسيسية لعالم خالٍ من الحروب والتدخلات والاستغلال والتمييز، وعالم تُكفل فيه شروط عمل دائمة وآمنة ومنظمة. وفي ختام كلمته، تناول كيريتسيس النقاش الدائر في مجلس إدارة منظمة العمل الدولية حول ديمقراطية الحوكمة داخل المنظمة، مطالباً بإلغاء "الاحتكار غير المقبول" لتمثيل العمال من قبل منظمة نقابية دولية واحدة فقط. وقال: "ربما تشعر الحكومات وأصحاب العمل بالراحة مع هذا الاحتكار لأنه يُقصي الأصوات المزعجة المدافعة عن المصالح الطبقية للعمال"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الاتحاد العالمي للنقابات لن يتوقف عن المطالبة بمنظمة عمل دولية تعددية تمثل جميع العمال بشكل عادل. |