٢٦ ت١ ٢٠٢٥ 
لأنّ الكرامة ليست ترفاً… والحقوق لا تُمنَح بل تُنتزع… يواصل اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان رفع صوت العمال والدفاع عن لقمة الناس وأمنهم الاجتماعي، متابعاً كل تطوّر يمسّ حياتهم اليومية من العمل والصحة إلى التعليم والغذاء… إنها كلمة الحق من قلب الميدان، حيث تصنع الإرادة الشعبية مستقبل الوطن. أولاً: في الشأن العمّالي والنقابي المحلي يحيّي الاتحاد العمال والموظفين في الإدارات العامة والبلديات والمؤسسات الرسمية، الذين يواجهون بصمودٍ سياسات الإفقار وضغط المعيشة واستهداف القطاع العام بخصخصةٍ مقنّعة تتقدّم خطوة بعد أخرى. ويؤكّد الاتحاد أنّ موافقة مجلس الوزراء على تعويض المثابرة للعاملين في البلديات خطوة إيجابية ولكنها متأخرة وغير كافية، ما دامت الحكومة تتنصّل من تصحيح الأجور وربطها بمؤشر الأسعار. كما يشجب الاتحاد الارتفاع الجنوني للأسعار الذي تخطّى 6500% منذ عام 2019، مقابل غياب أي سياسة اقتصادية إنقاذية، وترك المواطن وحيداً في مواجهة الاحتكار والتهريب والفوضى المالية. وفي الملف الزراعي، يثمّن الاتحاد مبادرة اللقاء الوطني للهيئات الزراعية مع وزير الزراعة، والبحث الجاد في كل التحديات التي يواجهها المزارع اللبناني واقتراح الحلول الواقعية، لما يعزّز الإنتاج الوطني ويثبت اللبناني في أرضه. ويشيد الاتحاد بموقف نقابة أصحاب المؤسسات التجارية، واللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام خلال جولتهم في الجنوب، وتوثيق الأضرار الناتجة عن العدوان الصهيوني والوقوف إلى جانب أهلهم وعمّالهم في خط الدفاع الأول عن الصمود. كما يحيّي الاتحاد العمالي لنقابات العمال والمستخدمين والحرفيين في الجنوب على جولتهم في معاصر الزيتون ودعم المزارعين، الذين يحوّلون قطرة الزيت إلى معركة صمود في وجه الاحتلال والاستنزاف الاقتصادي. أما إضراب موظفي القطاع العام المتصاعد، فهو برأي الاتحاد صرخة محقة ونتيجة حتمية لغياب المعالجة الجذرية للأزمة. ويحمّل الاتحاد الحكومة مسؤولية إضاعة الوقت على حساب حقوق الناس وقدرتهم على الصمود. ويدعو اتحاد الوفاء الى التمسك بوحدة الحركة المطلبية في القطاع العام ، ويعتبرا أنّ الانقسامات تضعف الموقف المطلبي وتحرم الموظفين من حقّهم في ضغط موحّد وفعّال. وفي قطاع الصحة، يشيد الاتحاد بما اعلنه وزير الصحة عن اطلاق إعادة إعمار المستشفيات الجنوبية المتضرّرة، ويدعو لفرض رقابة فاعلة على أسعار الدواء والغذاء لمنع تحويل صحة الناس إلى تجارة سوداء. وفي الشأن التربوي، يعتبر الاتحاد أن موقف وزارة التربية الرافض لاستهداف التعليم بعد الاعتداء الإسرائيلي قرب بعض المدارس في قضاء بعلبك، موقفا طبيعيا ، مؤكداً أنّ المساس بالمدرسة الرسمية هو مساس بمستقبل الوطن والأجيال. ثانياً: في الشأن الإقليمي والعربي يدين الاتحاد استمرار العدوان الصهيوني على فلسطين وجرائمه بحق المدنيين، ويحيّي صمود أبناء غزة والضفة والقدس الذين يقاتلون الاحتلال بارادتهم الوطنية ، ويتوقف عند لوحة الوفاء التي حملت صورة الشهيد السيد حسن نصرالله في غزة، لتقول من بين الركام: وحدة الدم والمصير لا يُحاصرها احتلال. كما يحذّر الاتحاد من مشاريع التطبيع الاقتصادي والثقافي تحت ذرائع خادعة، ويدعو النقابات العربية إلى توحيد طاقاتها دفاعاً عن فلسطين وحقوق الشعوب في التحرر والعدالة. ثالثًا: في الشأن الدولي يرحب الاتحاد بالخطوات الاقتصادية والعلمية في الجمهورية الإسلامية في إيران، ويعتبرها نموذجاً مقاوماً للحصار والهيمنة. وفي هذا السياق: - الموافقة على 53 طلب استثمار أجنبي بقيمة 262 مليون دولار - تقدم التعاون التجاري الإيراني ـ الباكستاني - تطوير الصناعات الدفاعية وتعزيز الردع بوجه الهيمنة الغربية كما يثمّن الاتحاد مواقف النقابات العالمية الحرّة الرافضة لاستغلال العمال والمنحازة لقضايا الشعوب. ويخصّ الاتحاد اتحاد عمال إسبانيا بالتحية بعد رفعه علم فلسطين على مبنى الاتحاد، ليؤكد أنّ الحركة النقابية الحرة لا تنحني للترهيب السياسي، وأنّ علم فلسطين سيبقى رمزاً لنضال الشعوب ضد الاحتلال والظلم. خاتمة: معركة لقمة العيش… هي معركة السيادة إن الدفاع عن: - الأمن الغذائي - الوظيفة العامة - الضمان الصحي - الإنتاج الوطني هو فعل مقاوم لا يقلّ شرفاً عن الدفاع عن الأرض والسلاح. فما دام هناك: - عاملٌ ثابتٌ في معمله - موظفٌ مرابطٌ في مؤسسته - مزارعٌ يحرس أرضه - مقاومٌ يحمي وطنه فلن يجوع لبنان… لن يركع لبنان… ولن يُهزم لبنان. سيبقى العمال صمّام صمود الوطن… وتبقى المقاومة درع كرامته… وتبقى فلسطين قبلتنا نحو الحرية والانتصار. النصر للعمال… النصر للمقاومة… النصر لفلسطين… ونصرٌ قريب بإذن الله. |
