٢ ت٢ ٢٠٢٥ 
أولاً: في الشأن المحلي يتابع اتحاد الوفاء التطورات المتسارعة على الساحة اللبنانية، وفي مقدمتها استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على البلدات الجنوبية، وآخرها استشهاد العامل البلدي إبراهيم سلامة في بلدية بليدا أثناء أدائه لواجبه في خدمة الناس. إن هذا الاستهداف لمؤسسة مدنية ولعاملٍ بسيطٍ يكدّ لتأمين لقمة عيشه، يشكّل جريمة حرب وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي، ما يفرض على الدولة اللبنانية فرض سيادتها وحماية موظفيها واتخاذ إجراءات واضحة في المحافل الدولية. كما يثمّن الاتحاد مواقف الروابط والاتحادات والنقابات التي أدانت الجريمة ووقفت صفاً واحداً في الدفاع عن حقوق العاملين في البلديات والإدارات العامة، ونشدّد على ضرورة تطوير مكتسبات الموظف العام، واعتبار حقوقه خطّاً أحمر يعلو كل اعتبار سياسي. ويرحّب الاتحاد بالجهود المتعلقة بالضمان الاجتماعي وقانون التقاعد، وورش التحضير للانتقال من نظام تعويض نهاية الخدمة إلى نظام المعاش التقاعدي، شرط ضمان حقوق العامل وكرامته في شيخوخته، ورفع الظلم في احتساب نسب الاشتراكات، ومنع الارتهان لتقلبات سوق العمل والعملات. ويُشيد الاتحاد بالجهود المبذولة للتسجيل في السجل الزراعي، لما لذلك من أثر على تنظيم القطاع الزراعي والإفراج عن حقوق المزارعين وفي مقدّمها الضمان الصحي والاجتماعي، إضافة إلى تعزيز الأمن الغذائي الوطني، خصوصاً في ظل الحرب الاقتصادية التي تُمارَس على بلدنا. وفي السياق عينه، نرفض رفضاً قاطعاً أي محاولة لإغراق السوق بالبضائع المدعومة في مواطن إنتاجها على حساب الإنتاج المحلي المحروم من أي دعم، أو تمرير استثمارات مشبوهة تطيح بموارد الدولة وحقوق المواطنين. فالقوانين يجب أن تكون رادعة، والضريبة عادلة، والجمارك وسيلة حماية لا باب فساد. كما نلفت إلى أهمية القرارات الخاصة بمكافحة المتاجرة بالمشتقات النفطية، وضبط أسعار المواد الغذائية، ووقف الاحتكار الذي يدفع الفقراء نحو الهاوية. وندعو إلى ممارسة الرقابة الصارمة، وإلى دعم الصناعة الوطنية والتصنيع الغذائي المحلي. ويثمّن الاتحاد كل جهد يُبذل لحماية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ويؤكد وجوب سدّ أي ثغرة قانونية في قانونه أو في إجراءاته الإدارية يمكن أن يستغلها البعض للتفريط بحقوق المضمونين. وأخيراً، يحذّر الاتحاد من الضغوط التي تستهدف الموظف العام ميدانياً وإعلامياً، ويشدّد على أنّ هذه الشريحة هي خط الدفاع الأول عن الوطن وإدارة مرافقه بسيادة وطنية كاملة غير منقوصة، وقيام المرفق العام بخدمة المواطنين، لا الناهبين والمستثمرين. ثانياً: في الشأن الإقليمي يراقب الاتحاد التطورات في فلسطين المحتلة حيث يواصل العدو الإسرائيلي قتل المدنيين والعمال واستهداف المؤسسات الخدمية، في سياسة انتقامية لا تقلّ وحشية عن حصاره وتجريفه للأرض. وإزاء هذه المشاهد، نُعرب عن تضامننا الكامل مع عمال فلسطين الذين يواجهون الاحتلال بعرق جبينهم وصمودهم الأسطوري حتى تحرير كامل وطنهم. ونثمّن مواقف دول وشعوب المنطقة الداعمة للمقاومة، وننوّه بالمؤتمرات والندوات المندرجة في إطار المقاومة الثقافية ومحاربة التطبيع، ونعتبر أنّ الوعي هو سلاح العامل الأول إلى جانب المطرقة والمحراث. وفي السياق الزراعي الإقليمي، يقدّر الاتحاد الدور الريادي لدول محور المقاومة في تطوير تكنولوجيا البذور والأصناف الزراعية المقاومة للأمراض، ما يشكّل عامل صمود في وجه الحصار الغذائي الذي تفرضه القوى المعادية. كما يشيد الاتحاد بالأنشطة الدبلوماسية والإعلامية الداعية إلى رفض العدوان والدفاع عن مقدرات المنطقة. ويؤكد أن مستقبل العمال العرب واحد، وإن اختلفت الحدود والأنظمة، وسيبقى الكيان الصهيوني كياناً مؤقتاً لا يحمل في ذاته إلا قابلية الاندثار والاجتثاث، وهي حقيقة لا تغيّرها أوهام وبناءات على تخيلات. إلى جانب ذلك، نُحيّي الموقف العمالي في العراق الشقيق، وندعم إدانتهم للجريمة والعدوان المستمر على لبنان، مؤكدين أنّ أمن العراق من أمننا، وأنّ أرضه ملك لشعبه في مواجهة الإرهاب والعدوان. كما نثمّن دور الجمهورية الإسلامية في إيران وندعم جهودها التي تصبّ في مصلحة شعوب المنطقة، ودعمها للمقاومة والقضية الفلسطينية. ثالثاً: في الشأن الدولي يتابع الاتحاد تصاعد التوتر في التجارة العالمية، وما يرافقه من فرض رسوم وقواعد جديدة تهدّد الأمن الغذائي وسلاسل التوريد، ويُحمّل القوى المسيطرة على الأسواق الدولية وفي مقدّمتها أميركا، الشيطان الأكبر، مسؤولية أي أزمة عالمية مستقبلية. وفي هذا الصدد، يرفض الاتحاد المشاريع الاستثمارية المشبوهة التي تُفرض على الدول المستضعفة بشروط إذلالية، ويطالب ببدائل وطنية. وفي المقابل، يدين الاتحاد مواقف بعض القوى الغربية التي تسعى إلى شيطنة المقاومة وتبييض جرائم الاحتلال في المحافل الدولية، ويؤكد أن منطق “العدالة” لن ينكسر أمام المحاولات الأميركية الشيطانية للهيمنة وفرض السياسات الظالمة لإدارة الموارد الطبيعية في العالم. الخاتمة إنّ اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، وهو يتابع هذه الملفات المتشابكة، يعلن الآتي: 1. التمسك بخيار المقاومة السياسية والاقتصادية والعمالية في وجه العدوان والحصار. 2. الدفاع عن حقوق العمال في القطاعين العام والخاص دون مساومة. 3. التشديد على السيادة الوطنية ورفض أي انتهاك أو تبعية لمؤسسات الوطن. 4. دعم القطاع الزراعي كركيزة صمود اقتصادي. 5. الوقوف مع عمال فلسطين في مواجهة الاحتلال. 6. المطالبة بإصلاحات تشريعية عاجلة تحمي الموظف والعامل اللبناني من الاستغلال والفقر. ويبقى الموظف والعامل اللبناني ركيزة الوطن والدولة، وكرامته من كرامة الوطن. |