٨ ت٢ ٢٠٢٥ 
أ- في الشأن المحلي يعبّر اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان عن ادانته لاستمرار التدهور الاجتماعي والمعيشي في البلاد، في ظل غياب الإصلاحات الجدية، وارتفاع معدلات البطالة، وتراجع القدرة الشرائية لدى العمال والموظفين. ويثمّن الاتحاد الجهود التي تبذلها وزارة العمل وصندوق الضمان الاجتماعي، باتجاه رفع نسبة التغطية الصحية في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلى 90%، وإدراج عدد من المستلزمات الطبية الجديدة ضمن لوائح التغطية ، مع التأكيد على ضرورة الإسراع في تطبيق شامل لنظام الضمان الصحي والاجتماعي ليشمل جميع اللبنانيين . كما يشيد الاتحاد بقرار مجلس إدارة صندوق الضمان تفعيل براءة الذمة للشركات الخاصة، لما لذلك من أهمية في تحسين الالتزام بالقوانين وحماية حقوق العمال. وفي المقابل، يعبّر الاتحاد عن استغرابه لتباطؤ الحلول في ملف حقوق موظفي القطاع العام، متسائلًا عمّا إذا كنا نعيش “أسبوع استراحة المحارب” بعد سلسلة اللقاءات والوعود الأخيرة، في ظل غياب أي تقدم ملموس على صعيد تصحيح الأجور واغفال اقرارها في مجلس الوزراء . كذلك، يعبّر الاتحاد عن اعتزازه وتضامنه مع عمال مؤسسة سبينيس الذين يواجهون صعوبات في تحصيل حقوقهم، داعيًا إلى تحرك رسمي ونقابي لحمايتهم من التعسف الوظيفي . كما يثمّن الاتحاد مواقف البلديات التي تعمل على تنظيم الندوات الزراعية والتوجيهية، معتبرًا أن اللامركزية الزراعية والتنموية ركيزة أساسية للنهوض بالقطاع الريفي وتحقيق التنمية المتوازنة. ويحيّي الاتحاد الموقف الوطني البطولي لجيشنا اللبناني الذي رفض إخلاء ثكنته في كفردونين رغم تهديدات العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن تلاحم الجيش والشعب والمقاومة يشكل السد المنيع في وجه العدوان. ويعبّر الاتحاد عن إدانته العدوان الصهيوني على منجرة العباسية واستشهاد العامل أحمد محمد جعفر (أبو علي)، مؤكدًا أن "العدوان على منشآتنا الصناعية وعلى صناعيينا وعمالنا لن يزيدنا إلا إصراراً على دعم عجلة الإنتاج والمضي بالمقاومة الاقتصادية".ويحمّل الاتحاد، الإدارة الأميركية الطاغية المسؤولية الكاملة عن كل جريمة وعدوان يرتكبهما العدو الإسرائيلي بحق لبنان واللبنانيين، داعيًا إلى تحرك رسمي وشعبي لحماية المنشآت الإنتاجية والصناعية. ثانيًا: في الشأن النقابي والاقتصادي يرحب الاتحاد بفوز اللوائح المدعومة من الحركة النقابية المقاومة في الانتخابات النقابية، لما تمثّله من تجديدٍ للثقة بنهج الدفاع عن حقوق العمال وكرامتهم. كما يجدد الاتحاد مطالبته بضبط الأسعار ومواجهة الاحتكار وإعادة النظر في السياسات الضريبية العشوائية التي تمسّ محدودي الدخل، مطالبًا الحكومة بإعادة تشغيل المرافق الإنتاجية المتوقفة لما لذلك من أثر مباشر في تحريك عجلة الاقتصاد وتأمين فرص العمل. وفي سياق متصل، يناشد الاتحاد المعنيين بدعم أصحاب معامل تصنيع الكرتون عبر وقف إجازات استيراد الكرتون المصنع، حمايةً للإنتاج المحلي من المنافسة غير العادلة ودعماً للصناعة الوطنية. ثالثًا: في الشأن الزراعي يثمّن الاتحاد مبادرات تسجيل المزارعين في السجل الزراعي الرسمي، ويحيي انخراط البلديات الى جانب اللقاء الوطني للهيئات الزراعية في عمليات ميدانية نزل فيها موظفو وزارة الزراعة الى الميدان مشكورين لاستكمال تسجيل المزارعين في عدد من البلدات اللبنانية شمال وجبلا وجنوبا في خطوة جدية مشجعة ، نحو تنظيم القطاع وخدمة المزارعين . وفي المقابل، تابع الاتحاد ما حل بموسم الزيتون هذا العام خصوصا في بلدات وقرى الجنوب العزيز ، سواء باثار من عوامل الطبيعة او جراء العدوان الإسرائيلي المقيت ، ويؤكد الاتحاد أن استهداف شجر الزيتون هو استهدافٌ لرمز الصمود في أرض المقاومة، داعيًا إلى خطة طوارئ زراعية تعوّض الخسائر وتدعم المزارعين. رابعًا: في الشأن الإنساني والمعيشي يرى الاتحاد أن رحلة الصياد محمد خالد، الذي فقد حياته في بحر العريضة – عكار أثناء محاولته تأمين لقمة عيش كريمة لعائلته، تختصر مأساة آلاف اللبنانيين الذين يغامرون بحياتهم بحثًا عن الرزق في وطن أنهكته الأزمات. ويعتبر الاتحاد أن "محمد الخالد" رمزٌ للصمود والمكافحة في وجه الحرمان، ونداء ضميرٍ يوجب على الدولة صون حق المواطن في العمل والعيش الكريم. كما يرفض الاتحاد محاولات تشريع الانحلال الأخلاقي تحت غطاء قانوني، مستنكرًا مشروع وزير العدل "الكتائبي" الذي يقترح تعديل المادة 126 من قانون المخدرات لتشريع تعاطي المخدرات على سبيل “الضيافة”، محذرًا من أن هذا التوجه يضرب منظومة القيم اللبنانية ويهدد الأمن الاجتماعي للأسر والشباب. وفي سياق آخر يوجه الاتحاد التحية لمعرض أرضي منظمين وعارضين ووافدين ، وهو الذي حضن في أروقته ارقى اصناف الانتاج المكلل بالحب والوفاء للوطن واهله ، وشهد حضورا شعبيا بادل. الحب بالحب ولم يأبه لمحاولات الارهاب الصهيوني، معرض ارضي صناعة وتنظيما واقبالا اكد حبا ووفاء وجدارة زتميزا انه ما زال أساسا في حركة الإنتاج والاستهلاك في هذا البلد ، وانه الامل الواعد في الوطن ... ب- في الشأن الإقليمي يرحب اتحاد الوفاء بالتطورات الإيجابية في المنطقة، خصوصًا تلك المتعلقة بتعزيز التعاون الاقتصادي والعلمي بين الجمهورية الإسلامية في إيران ودول الجوار مثل العراق، عُمان، وباكستان، إذ تعكس هذه الخطوات توجهًا نحو شراكاتٍ تنمويةٍ متكاملة قائمةٍ على المصالح المشتركة، بعيدًا عن الضغوط الغربية وسياسات الحصار الامريكية . ويتابع الاتحاد باهتمام مشاريع الطاقة والنقل الإيرانية، ومنها تشغيل خطوط السكك الحديدية ضمن الممرات الإقليمية التي تربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، لما تمثله من نموذج متقدم في التكامل الاقتصادي المقاوم. كما يشيد الاتحاد بالإنجازات العلمية والتقنية التي تحققها إيران في مجالات النفط والطاقة وتصنيع المعدات، معتبرًا أن الاعتماد على القدرات الوطنية هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المستقلة. وفي الإطار العربي، يعبّر الاتحاد عن إشادته بمواقف اتحاد الشغل التونسي الذي دعا عمال قطاعات الصناعة في العالم إلى دعم الحق الفلسطيني ورفض العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذه المواقف تعبّر عن ضمير الأمة الحيّ ورفض كل أشكال التطبيع والتواطؤ. كذلك يثمّن الاتحاد التعاون الزراعي بين الدول العربية، ولا سيما المبادرات الهادفة إلى تعزيز الأمن الغذائي المشترك ومواجهة التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن التكامل الزراعي يشكل حجر الأساس لحماية شعوب المنطقة من الابتزاز الاقتصادي، مع الامل في أن تتحرر الجهود من الخطوط الحمراء التي يرسمها الاستكبار العالمي لاقتصادات شعوبنا وامتنا . ج- في الشأن الدولي يحيّي الاتحاد الجهود التي يبذلها الاتحاد العالمي للنقابات ومعهد العمل الدولي في تنظيم الندوات حول “السمات الأساسية للطبقة العاملة في عصرنا”، لما لها من أهمية في توحيد الرؤية العمالية عالميًا في مواجهة الاستغلال والخصخصة. كما يثمّن الاتحاد التعاون القائم مع النقابات الدولية، ولا سيما المشاركة الفاعلة في المؤتمرات التي تبحث في حماية حقوق العمال ومكافحة الفساد، مؤكّدًا أنّ الفساد الإداري والمالي أحد أبرز أسباب التفاوت الاجتماعي وتآكل القدرة الشرائية. ويشيد الاتحاد بالمواقف الدولية الرافضة لاستمرار الحروب والإبادة الجماعية، ويدعو المنظمات الإنسانية إلى التحرك العاجل لوقف المجازر والانتهاكات، ولا سيما في فلسطين واليمن، مؤكدًا أن العدالة الاجتماعية لا تنفصل عن العدالة الإنسانية. كما يتوقف الاتحاد عند الجهود الدولية المبذولة لتعزيز حقوق الإنسان في بيئة العمل، معتبرًا أن احترام الكرامة العمالية هو الأساس لأي نمو اقتصادي حقيقي. خاتمة يؤكد اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان أن العمل النقابي الحق هو مقاومة اجتماعية في وجه كل أشكال الظلم والتبعية، وأن الدفاع عن لقمة العيش وحق العامل في الكرامة هو من أقدس الواجبات الوطنية. ويدعو الاتحاد جميع القوى النقابية والهيئات الأهلية إلى توحيد الجهود في مواجهة الأزمة المعيشية، والعمل المشترك لبناء اقتصادٍ منتجٍ وعادل، قائمٍ على العدالة الاجتماعية، والاعتماد على الذات، والتكامل مع المحيط الإقليمي الصديق. |