٧ ك١ ٢٠٢٥ 
يؤكد اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان أنّ مجمل التطورات الاقتصادية والاجتماعية والزراعية والسياسية، محليًا وإقليميًا ودوليًا، تُحتّم تعزيز دور العمال وترسيخ موقع النقابات في الدفاع عن الحقوق، خصوصًا في ظل الضغوط الخارجية والعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والمنطقة. وفي هذا الإطار، يتوقف الاتحاد أمام سلسلة من الأحداث الواردة خلال هذا الأسبوع في مختلف العناوين الوطنية والعربية والدولية، والتي تعكس الحاجة الملحّة إلى حماية الأمن الاجتماعي، وتحصين الاقتصاد الوطني، والاستمرار في دعم خط المقاومة وصمود العمال والمزارعين. أولًا: محليًا 1. نقاشات القطاع العام وحقوق الموظفين يتابع الاتحاد حالة الغموض المتعلقة بملف الرواتب، وتأجيل البتّ بمجموعة من المستحقات للموظفين مع مطلع العام 2025. ويشدد الاتحاد على أنّ أي معالجة اقتصادية يجب ألا تُحمّل أصحاب الدخل المحدود تبعات الأزمة. كما يسجّل الاتحاد المبادرات النقابية المطالِبة بتسريع الاستجابة لمطالب المتعاقدين في الإدارات العامة "قبل بدء العام المقبل"، وتفادي تراكم المشاكل الوظيفية. 2. أهمية نشاطات اللقاء الوطني للهيئات الزراعية — الركن الأساسي لهذا الأسبوع يحيّي الاتحاد النشاط المكثّف للّقاء الوطني للهيئات الزراعية، بما يشمل: البحث في تحديات القطاع الزراعي وخطة التحرّك المقبلة؛ اجتماع اللجنة الخاصة بالتعاون بين البلديات والهيئات الزراعية في الشمال؛ مناقشة تفعيل صندوق التعاضد والضمان الصحي الزراعي؛ إطلاق مسار تحديث السجل الزراعي الوطني؛ متابعة أوضاع المزارعين في عكار والبقاع؛ ويرى الاتحاد أنّ هذه الجهود تشكّل خط الدفاع الأول عن الأمن الغذائي، وأنها تأتي في صلب توجهات قوى المقاومة لبناء اقتصاد منتج مستقل عن الهيمنة الخارجية، وتعزيز صمود المزارعين في كل المناطق اللبنانية. 3. حماية الإنتاج المحلي ومكافحة الاعتداءات على المزارعين يتوقف الاتحاد عند المعطيات التي طرحتها الجهات المتخصصة حول جودة المنتجات الزراعية المستوردة، وخاصة في مواسم البطاطا والفاكهة والخضار. ويؤكد ضرورة تشديد الرقابة على حماية الإنتاج الوطني، ومنع إغراق الأسواق بمنتجات تضر بالمزارع والمستهلك. 4. الضغوط المعيشية والتحركات النقابية يشيد الاتحاد بالتحركات النقابية لتحسين الظروف المعيشية، ويعبر عن دعمه الكامل لمطلب تحسين الرواتب وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي، بما يحفظ كرامة العمال ويمنع تدهور أوضاعهم. 5. التعاون الاقتصادي يولي الاتحاد أهمية للاجتماعات التي شاركت فيها وزارة الزراعة مع المعنيين بالسلامة الغذائية والتبادل الزراعي. هذه اللقاءات تؤسس لشراكات متوازنة تحمي المنتج المحلي وتفتح أسواقًا جديدة للمزارعين. 6. التحية لزيارة البابا إلى لبنان ورفض استغلالها سياسيًا يُحيّي اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان الزيارة التي قام بها البابا إلى لبنان، والتي تركت أثرًا طيبًا في النفوس وأكدت مكانة لبنان كمنارة للتنوع والعيش المشترك. ويرى الاتحاد أنّ هذه الزيارة حملت رسالة محبة ودعم للشعب اللبناني في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها، وأنّ قيمها الروحية والإنسانية يجب أن تبقى فوق أي اعتبارات سياسية. ويشدد الاتحاد على رفضه لأي محاولات قامت بها بعض الجهات لاستغلال الزيارة في سياقات تخدم أجندات خاصة أو لصرف الأنظار عن الأزمات الحقيقية التي يعانيها اللبنانيون. ويؤكد أن ما يحتاج إليه البلد هو تعزيز الوحدة الوطنية وتحويل هذه المناسبة إلى رافعة للتضامن الاجتماعي، لا إلى مادة للاستثمار السياسي. ثانيًا: إقليميًا 1. إيران والتقدم العلمي يرحب الاتحاد بالإنجازات الإيرانية في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والفضاء، والتي تؤكد قدرة دول محور المقاومة على تجاوز الحصار، وامتلاك مشروع تنموي مستقل يخدم شعوب المنطقة. 2. التطورات في سوريا يدين الاتحاد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، ويرى أنها جزء من العدوان المستمر على محور المقاومة. كما يثمّن بيانات النقابات العربية والدولية التي وقفت إلى جانب سوريا وشعبها. 3. فلسطين — صلب الموقف الإقليمي يحيّي الاتحاد ما كشفته التقارير الفلسطينية حول الاعتقالات الإسرائيلية الواسعة في الضفة والاستهداف المنهجي للعمال والزراعيين والصحفيين. كما يشيد بالمواقف الدولية خلال اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مؤكّدًا أنّ المقاومة الفلسطينية هي جدار الصمود الأول في وجه المشروع الصهيوني. ثالثًا: دوليًا 1. المواقف النقابية العالمية يسجل الاتحاد تقديره لمواقف الاتحادات العمالية الدولية التي أدانت العدوان على غزة وطالبت بحماية الصحفيين والعمال، والتي شكّلت رافعة مهمة في بناء شبكة تضامن أممية مع حق الشعوب في التحرر. كما يتوقف عند المواقف التي نُشرت عن سوء الأوضاع في الاتحاد الأوروبي، وتوصيفه بأنه "يتّجه نحو اقتصاد حرب"، بما يعزز التحليل القائل بفشل السياسات النيوليبرالية. 2. الاقتصاد العالمي ومخاطر السياسات النيوليبرالية يرى الاتحاد أنّ تراجع الأجور عالميًا، وتوسّع الفقر، وازدياد البطالة ،كلها مؤشرات إلى عمق الأزمة البنيوية في النظام الاقتصادي العالمي. ويعتبر أنّ توسيع التنسيق النقابي الدولي أصبح ضرورة ملحّة للدفاع عن العدالة الاجتماعية. الخلاصة يؤكد اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان أنّ المرحلة تتطلب: وحدة نقابية راسخة؛ دعمًا ثابتًا للمزارعين والعمّال؛ انحيازًا للقضايا العادلة وفي مقدمتها فلسطين؛ تعزيز النشاط الزراعي الوطني كركن للأمن الغذائي؛ مواجهة الضغوط الاقتصادية والتدخلات الخارجية عبر عمل نقابي مقاوم، شفاف، وفعّال. |
