موقف الاسبوع > إن هي إلا أسماء.. والغاية واحدة (اليو ـ أس نقابات)
الوفاء : 8-3-2013
تعددت الأسماء والأدوار، والغاية واحدة، هذه هي حقيقة السلاح الأمضى، الذي يقض مضاجع الفقراء والأحرار في هذا العالم، و يقلب الحقائق، ويزوّر الوقائع، ويصور الحق باطلا، والباطل حقا. إنه الدولار الأميركي والدولار هو اسم العملة الأميركية المتداولة عالمياً، كما هو مشهور، ولكن لهذا الدولار أسماء وادوار متعددة، قد لا نستطيع في هذه العجالة، أن نعدّد أغلبها، علماً أنه سيفوتنا الكثير من مسمياتها المرتبطة بالغيب، لذا نترك للزمن والمستقبل أن يكشفا اللثام عنها. بلا شك ستكون الاستفادة عامة، لمن علق في شباك الدولار، تحت أي عنوان ارتبط فيه أو سقط أمام إغرائه، لأنه سيعلم مدى الفساد والإفساد الذي خلّفه في بيئته ومجتمعه ووطنه، وبكلمة واحدة في كل محيطه، ومدى الخدمة الكبيرة التي قدّمها لعدوه، وليصبح عبرة لغيره، وللذي لم يعلق في براثنه، سيشكر ربه أنه أعزه في عالم الدنيا، ولم يجعله مطية. وبالإطلالة لبعض أسمائه وأدواره، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، ما عايشناه منها في لبنان والعالم العربي والإسلامي، مثلاً: (القاتل الاقتصادي، القاتل السياسي، القاتل الأمني، القاتل الاجتماعي، تاجر الأوطان، مفرّط بالثروات، المأجور، العميل، البيت الأبيض، الكونغرس، الخائن، الهيئات، الربيع، الفتنة، الحرية والسيادة، الديمقراطية، المحكمة الدولية، البنك الدولي، منظمة التجارة، صندوق النقد، العولمة، الحرب الناعمة..)، وعلى هذا السياق بإمكان المتابع أن يؤلف انسكلوبيديا، أو موسوعة عامرة وغنية بالأسماء والمفردات والتعاريف المدعومة بالشواهد التاريخية المفصلة، لكي يعرف كل منا على مساحة الوطن هذا، أو الوطن العربي والإسلامي والنامي وغيرهم في إفريقيا واسيا وأميركا اللاتينية..، مدى النفاق الذي يغزوهم، من بلد المنشأ، ومدى الخداع الذي يعشّش في وسطنا، والغباء الذي يتباهى به أزلام المنشأ باسم الحرية والديمقراطية وما شابه ولن يخذلهم اللسان أو اللغة والخطابة. وبالعودة إلى العنوان، نقف عند اسم ودور جديد للدولار الأميركي، يغزو الساحة العمالية والنقابية، وهذه تعتبر من أخطر أنواع الغزو، عن سابق تصور وتصميم، من قبل الجهة الدولية (المنشأ)، وعن غير قصد ربما، من جهة الأدوات الفاعلة، أو المغرّر بها، أو بعضها الهادف عن غباء لعلّه، أو هي وظيفة ودور جهات تمارس عملية التشتيت والتفتيت العمالي والنقابي طمعا بالفدية المدفوعة سلفا، لأنها تصيب الجسم العمالي الضعيف بالمقتل ، بفعل السياسات الحكومية، واعتماد العولمة المتوحشة. بناء على ما تقدم، نلفت أن لا أحد من المتابعين أو الناشطين نقابياً أو عمالياً، إلا ويعلم أن الجسم النقابي في لبنان، وكذلك في الوطن العربي، يعاني من أزمات بنيوية وتنظيمية وقيادية في القيادة والقاعدة. ولا أحد يخفي مثل هذه الأزمات، وإن حاول لا يستطيع، ولكن هناك فارق كبير بين البحث عن معالجة موضوعية وعلمية ونقابية صادقة وهادفة، وبين التشهير الفوضوي، والسعي إلى التفتيت والتشتيت والاتهامات عير المجدية، وبتنا على قناعة أن الهدف ليس الإصلاح إنما الفوضى. وما لم تستطع عليه الحكومات والسياسات والهيئات بالترهيب والتضييق والتهميش، وإن أصاب الجسم بالتهشيم الموضعي، جاء دور الدولار باعتباره أكثر جاذبية وأمضى سلاحا في ضرب الحركة النقابية وشلها نهائيا. دور جديد واسم جديد يضاف إلى قاموس معاني الدولار وغاياته المنشودة، واسمه اليو أس ـ نقابات، وشعاره الأمثل، ($). فهل من يوقظ الغافلين، أن النهاية لن تكون سعيدة، الا للجهة الداعمة والممولة، ولفترة محدودة، ويلفتهم أن شراكتهم مع منظمات نقابية وعمالية دولية، لن يُكتب لها النجاح، لسبب واحد لا أكثر، العمال واعون مقاومون وصبورون بصدق.