نبدأ بالتهنئة والتبريك للبنانيين جميعا وللمسلمين خصوصا بعيد الفطر السعيد ، ونسأل الله أن يتقبل الصيام والطاعات في شهر رمضان المبارك بخالص القبول من المؤمنين الصادقين ، ويحعل الجائزة الكبرى لهم منّا على العالم الاسلامي وعلى العالم أجمع بفيض الرحمة والسلام والأمن والصبر على الاذى لينزل الله نصره على أيدي المقاومين المجاهدين أنه سميع مجيب .
نعم ، طلب الأمن والسلام والاستقرار با ت متقدما على ما عداه ( الى حين ) في ظل ما يشهده وطننا لبنان والمنطقة والعالم من فوضى سياسية واخلاقية امريكية أوروبية اسرائيلية مجنونة ، يدخل في صناعتها وحياكة خيوطها اللبنانية آذريو البلد ودواعشه. طلب الأمن والسلام والاستقرار بات متقدما على ما عداه من مطالبات أخرى في شتى الميادين باتت تلبيتها بحاجة الى معجزة كاسرة للسنن ومحطمة للسياقات الطبيعية في التعاطي مع شؤون الحكم والحكام والسياسة والقضايا الاجتماعية والحياتية والمعيشية . معجزة تقلب سحر فراعنة البلد ودواعشه الاذريين فتلقف ما يافكونه من باطل سيرهم وضلالهم ، وتظهر حق المعذبين والفقراء من معلمين وموظفين وعمال وكادحين وكسبة بسطاء ، معذّبون لم يعد يملكون اليوم الا الدعاء لكسر سلسلة الظلم اللاحق باصحاب الحقوق في سلسلة الرتب والرواتب ، الا الدعاء لتحطيم القيود المغلّة لحقوق المياومين والمتعاقدين والمسخّرين في المؤسسات والادارات العامة والبلديات، الا الدعاء لفتح أبواب الفرج بآيات الصبر، تتلى على أعتاب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، علهم يحظون بنعمة الدخول الى جنّة رعايته، والاستفادة من تغطياته الصحية والاجتماعية، وهي حق لهم، عمال بلديات كانوا، أم مزارعين، أم صيادين، أم متقاعدين تؤكل لحومهم، وترمى اجسادهم عظاما تنخرها الشيخوخة، الا الدعاء علّ الله عز وجل يعوض شح المياه والكهرباء بهبة القدرة على تحمل العطش والعيش في الظلام ،لان لا وزارة معنية تحمل هذه الايام همومهم ، معذبون في الاتصالات ، معذبون في المواصلات ، معذبون في كل أمور حياتهم ومعيشتهم ... هذا حال اللبنانيين اليوم و المستحق الداهم الأكبر عليهم هو سلسلة الرتب والرواتب حيث يؤكل حقهم وينهش مصير فلذات اكبادهم . سلسلة الرتب والرواتب ما زالت تراوح مكانها، وما زالت هيئة التنسيق النقابية على موقفها، وبينهما الطلاب والتلامذة في حيرة قاتلة، فهم لا يعرفون مصير امتحاناتهم ولا جامعاتهم ولا حتى العام الدراسي الآت. ظلم يتوج مظالم لم تأت من عدم بل القاسم المشترك بينها شخص واحد لطالما تلظى اللبنانيون بنار خياراته القاسية ومواقفه الجافة وتحليلاته المراوغة، التي لا تعرف الا العداء المطلق للفقراء على اختلاف وظائفهم ومناطقهم، ولو قدّر لهذا البلاء الذي ربض على قلوب اللبنانيين منذ مطلع التسعينات ان يسلب هؤلاء امعاءهم لما تأخر ثانية واحدة. وليست الغرابة في عدائه هذا، بل في تشدقه الدائم بحرصه على المال العام، وفي عهده نهبت الخزينة، واختفت المليارات، وازداد الدين العام، وفي عهده اتخذت قرارات اقتصادية وسياسية وامنية هي اسوأ ما حلّ على لبنان وشعبه منذ ولادته. ولا الغرابة في استشهاده بالاحاديث النبوية والايات القرآنية، ما دام يعتمدها كغطاء لمفاسده المالية وابتلاع المعونات والمساعدات على انواعها، خصوصاً في حرب تموز 2006، ولكن الغرابة الاشد ان من بين الفقراء والمسحوقين في زمانه وعلى يديه، من يؤمن بنزاهته وتضحياته. شخص اقل ما يُقال فيه انه قاتل اقتصادي وسياسي، يلتف حوله مجموعة من المتنفعين والسماسرة، مارسوا ابشع انواع التحريض المذهبي، والنهب الممنهج، والتعطيل للدولة ومؤسساتها، وهم يملكون من المهارة المتخصصة، في الدفاع عن مساوئهم وخبثهم بقلب الحقائق وتزوير الوقائع وكيل الاتهامات الممنهجة لاشرف الناس في هذا البلد من كل الطوائف والمناطق، دون ان يرف لهم جفن، وعلى عينك يا تاجر، وكأنهم خريجو مدرسة واحدة، وهم كذلك، فقد برعت اميركا في اختيارها للاشخاص الخلّص لمصالحها ومشاريعها. وكأن مال لبنان واقتصاده المنهار وشعبه الممزق لم يعد يكفيهم، ليحولوا وجوههم الكالحة الى الجيش اللبناني الذي يتعرض لحرب يشنها الدواعش التكفيريون الذراع العسكري عند اللزوم للدواعش السياسيين من اذار، اي وبوضوح لا لبس فيه لعصابات ال14 من اذار، الذين ما تركوا مناسبة سياسية أو حادثة أمنية الا استغلوها للدفع الى خراب لبنان، وتفتيت المجتمع اللبناني، وزرع الكراهية والحقد بين بنيه، ولولا البقية الباقية من خلّص هذا الوطن وعلى رأسهم المقاومة وسيدها، لذهب لبنان ادراج الرياح. تآمروا وفرعونهم الاكتواري على المقاومة في حرب تموز 2006، وأفشلتهم المقاومة بنصرها الالهي، وحاولوا التحريض القذر في 5 ايار، وافشلتهم المقاومة بيومها الوطني الجامع للطوائف والمانع للفتنة. حاولوا الالتفاف على المقاومة عبر محورها العربي في سوريا، وركبوا موجة التخريب والقتل وكانوا عصاباتها في الداخل والخارج، وافشلتهم المقاومة، باسقاط مشروعهم، المشروع الاميركي الصهيوني لشرق اوسط جديد، مصداقا لقوله تعالى } ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين{ . وها هم كعادتهم يتآمرون وفرعونهم على الجيش، الرمز الاول في السلسلة الذهبية الى جانب الشعب والمقاومة، بشن ابشع حملة عدائية عليه في مواجهته لعصاباتهم التكفيرية الهدامة، خوفا من ان يفقدوا آخر حصونهم التخريبية، وسيفقدونها كما عودونا طيلة سنوات، لبلاهة عقولهم وسخف مقولاتهم وتعاسة شخصياتهم، وها هي عرسال بألمها ودمها تلفظهم بالجملة والمفرق، وهي تعانق الجيش والمقاومة في مواجهة التكفير والتدمير الممنهج والذبح، وسيكون لهم موعد معها في القريب العاجل. آن للشعب اللبناني لعماله ومزارعيه وموظفيه واساتذته وجيشه وكل فقرائه وغيرهم ممن اكتوى بنار التحريض والكذب والتزوير والنهب، وهو يرى بأم العين غيرتهم على القتلة التكفيريين، ودفاعهم المستميت عن مصادر مالهم الحرام، ورميهم للتهم الباطلة على المقاومة الشريفة والمضحية، وتشدقهم الدفاع عن الشعب والوطن زوراً وبهتاناً، ان ينهض ليضع حداً لأعوان القتلة والذبح والتكفير والسبي والاغتصاب، الذين لا دين لهم ولا وطن، انما دينهم دنانيرهم وسيدهم الشيطان الاكبر امريكا. الم يستغرب أحد من اللبنانيين اختفاء اصواتهم ووجوههم، وغزة تحترق وتدمّر ويرتكب بحق اطفالها ونسائها ابشع المجازر الوحشية في التاريخ، على ايدي اسياد الدواعش الصهاينة، وعندما قتّل المسيحي الى جانب المسلم في الموصل، اختفوا لفترة ليعودوا على وقع جرائم عصاباتهم الدواعش بحق الجيش واهالي عرسال!؟ انه البلاء الاشد نسأل الله تعالى ان يخلصنا منهم.