الاسبوع الاول من شهر أيار

في لحظة يعصف فيها الاضطراب بالمنطقة والعالم، وتتزايد الضغوط السياسية والاقتصادية على شعوبنا من قبل منظومة الهيمنة العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، وفي طليعتهم العدو الصهيوني، تأتي ذكرى الأول من أيار هذا العام ثقيلة الوطأة على كاهل العمال في لبنان والمنطقة، الذين يجدون أنفسهم في قلب المعاناة الناتجة عن الحصار والعقوبات والفساد وانعدام العدالة الاقتصادية.

اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، وانطلاقًا من موقعه في صفوف القوى الشعبية المقاومة، يرى في هذا اليوم مناسبة لتثبيت الثوابت، وتجديد العهد مع الشريحة التي كانت دومًا صمام أمان الوطن، ودعامة الاستقرار والنهوض.

*أولًا: في الشأن اللبناني*

تتعمق الازمة الاقتصادية في لبنان ولبنان ما زال فاقدا لاستراتيجية اقتصادية اجتماعية وطنية تحميه اولا من التبعية للخارج ، وتبني اقتصاده المعتمد على قدرات ابنائه وموارده . إن نتيجة غياب الاستراتيجية الاقتصادية والاجتماعية المتغق عليها بين اللبنانيين وسياسات التبعية الاقتصادية والمالية الجائرة، وسوء الإدارة، والتلاعب الممنهج بمصير الوطنوزالناس من قبل منظومة المصارف والاحتكارات، التي استفادت لعقود من الحماية السياسية التي وفرها لها حلفاء واشنطن في الداخل هي التي افقدت الوطن منعته وجعلته تبعا للخارج مستعطيا القروض والمساعدات .

لقد أصبح العامل والموظف والمتقاعد اللبناني في موقع المستنزف والمجرد من الحد الأدنى للكرامة، ،وبلا حقوق ولا ضمانات، فيما الدولة تتفرج و تتواطأ.

إن العمال وموظفو الدولة ومتقاعديها ، هم الفئة الأكثر التزامًا في الدفاع عن الوطن في المحطات المفصلية، يُكافؤون اليوم بالتهميش، بدلًا من أن يكونوا محور خطة إنقاذ وطني حقيقية.

*ثانيًا: في مواجهة التعديات الإعلامية على القيم والمقدسات*

يستنكر الاتحاد بشدة عدوان قناة "الجديد" على مقام ومرقد الشهيد القائد السيد حسن، اعتدت فيه على مشاعر أبناء هذا الوطن، وعلى دماء الشهداء الذين صنعوا الكرامة الوطنية للبنان .

إن هذا العدوان المدان لا يمكن عزله عن سياق التحريض المستمر ضد بيئة المقاومة، ومحاولة ضرب رموزها المعنوية والأخلاقية، وهو عدوان متماه مع الحملات المشبوهة التي تشنّها أدوات المشروع الأميركي الصهيوني ضد إرادة الصمود والتحرر.

*ثالثًا: في الرؤية الإقليمية والدولية*

يتابع الاتحاد ما تتعرض له شعوب ومقدرات منطقتنا العربية من ضغوط سياسية وامنية واقتصادية ، في إطار مشروع تطويعٍ الدول والشعوب لارادة العدو الصهيوني وجعله الكيان الحاكم في المنطقة العربية وانهاء القضية الفلسطينية .

أما في فلسطين، فإن عمال غزة والضفة وكامل فلسطين المحتلة يُبادون بالصواريخ والجوع، في جريمة متواصلة بحق الإنسان، وسط صمت دولي مريب، وتواطؤ أنظمة عربية خاضعة للوصاية الأميركية ودول غربية تاريخها تاريخ استعماري وناهب لحقوق الشعوب .

دوليًا، تزداد فجوة العدالة الاجتماعية، وتتراجع حقوق العمل أمام منظومات رأسمالية شرسة، تُفرغ القوانين من مضمونها وتختزل الإنسان في وظيفته لا في كرامته.

*رؤية الاتحاد*

من موقع الالتزام الوطني والاجتماعي، يرفع اتحاد الوفاء رؤيته في هذه المرحلة الدقيقة:

1. ضرورة صياغة مشروع إنقاذ اقتصادي سيادي، يحرر القرار الاقتصادي والمالي من هيمنة الخارج، ويعيد بناء الدولة على أساس الإنتاج الوطني والعدالة الاجتماعية.

2. تصويب الخطاب الإعلامي في لبنان، بما يمنع تحوّل المنابر إلى أدوات استفزاز وإثارة للفتنة وتطاول على مقدسات شعبية ووطنية.

3. تعزيز الصمود الاجتماعي في وجه الحصار والعقوبات، عبر حماية الأجور، وضمان التعليم والاستشفاء، وتمكين الشعب اللبناني من مقومات الصمود.

4. التأكيد على أن العمل النقابي في اصله عمل مقاوم لكل عدوان والعدوان الاقتصادي على لبنان قائم وتجب مقاومته ومنع وقوع لبنان في القبضة الامريكية از الارنهان لارادتها باي تفصيل . 

*في الختام*

في الأول من أيار، نؤكد أن العامل ليس مجرد يد عاملة، بل هو ضمير الوطن.

نرفض أن تُختزل نضالات شعبنا في أرقام وتقارير دولية، ونصرّ على بناء وطن يليق بأبنائه، ويصون دماء شهدائه، ويحفظ كرامة من حملوا السلاح والمعول في آن.

العمال ركيزة المقاومة، كما هم بناة الوطن.