٢٣ حزيران ٢٠٢٥ في ظلّ التصعيد المستمر للهجمة الاستعمارية الممنهجة التي تتعرض لها شعوب المنطقة، لا يسع اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين إلا أن يجدّد إدانته الشديدة للعدوان الأميركي الصارخ الذي استهدف مؤخرًا المنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية في إيران، في انتهاك واضح لكل القوانين الدولية والسيادة الوطنية، واستكمالًا لنهج الهيمنة الذي تنتهجه الإدارة الأميركية في محاولتها لفرض إرادتها على الدول الحرة. ويواكب هذا العدوان الأميركي الغادر، استمرار الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد المدنيين في غزة وعموم فلسطين، في مجازر متكررة يندى لها جبين الإنسانية، وسط صمت دولي مخزٍ وتواطؤ مكشوف من القوى المتآمرة على حق الشعوب في تقرير مصيرها. وفي هذا السياق، يثمّن الاتحاد عاليًا المواقف النضالية الشريفة التي عبّر عنها ممثلو العمال والنقابيون اللبنانيون تضامنًا مع الجمهورية الإسلامية في إيران بوجه الاعتداءات الصهيوأميركية. هذه المواقف تعكس الوعي العمالي والنقابي الراسخ في لبنان، وإدراكه لطبيعة المعركة التي تخوضها شعوبنا في وجه الغطرسة الإمبريالية. كما يسجّل الاتحاد بكل فخر واعتزاز المواقف الشعبية الحرّة التي شهدناها في الأسابيع الأخيرة في العديد من دول العالم، من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث عبّرت الشعوب الحرة والضمائر الحيّة عن رفضها المطلق للعدوان، وأكدت التزامها بمبادئ العدالة والحرية وحقوق الإنسان، وفي مقدّمها الحق الفلسطيني الذي بات رمزًا لكل قضايا التحرر العالمي. ويخصّ اتحاد الوفاء بالتحية والتقدير التحركات العمالية والنقابية الواسعة في العراق وتونس والمغرب، التي جسّدت موقفًا صلبًا وواعيًا في مواجهة آلة العدوان، رافعة صوتها دفاعًا عن القضية الفلسطينية ورفضًا للتطبيع والهيمنة الاقتصادية والسياسية على دولنا وشعوبنا. وفي هذا الإطار، لا يمكن إلا أن نتوجه بأسمى عبارات التقدير والوفاء إلى اتحاد النقابات العالمي (WFTU)، الذي لطالما كان في مقدّمة المدافعين عن القضية الفلسطينية وقضايا شعوبنا العادلة، والذي لم يتوانَ يومًا عن تبني الموقف المبدئي الحازم في وجه العدوان الإمبريالي والصهيوني. لقد شكّل الاتحاد العالمي نموذجًا أمميًا نضاليًا في الوقوف إلى جانب قوى المقاومة والتحرر، وكان ولا يزال رافعةً أساسية في التضامن النقابي العالمي. ونخصّ بالتحية والتقدير السيد جورج مافريكوس، الرئيس الفخري لاتحاد النقابات العالمي، صاحب التاريخ العمالي المشرف والمواقف الثابتة، والذي كانت له رسالة تضامنية خاصة إلى اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين عبّر فيها عن وقوفه إلى جانب لبنان وشعبه المقاوم، وعن دعم الاتحاد العالمي المتواصل لكل صوت حرّ في وجه الغطرسة الأميركية والصهيونية. ونحن في اتحاد الوفاء نثمّن عاليًا هذه المبادرة الأخوية والنضالية التي تؤكد عمق الروابط الأممية بين النقابيين الأحرار في العالم. إننا في اتحاد الوفاء، نؤكد مرة أخرى أن المعركة ضد العدوان هي معركة الوعي والثبات، وأن الكلمة الحرة والموقف المقاوم في المحافل العمالية والنقابية، سيبقيان سلاحًا حاسمًا في وجه مشاريع الإخضاع والتطبيع والاستسلام. المجد للشعوب المقاومة، المجد للعمال الأحرار، والنصر لقضايانا العادلة. |