13 تموز 2025

يستمر اتحاد الوفاء في متابعة تطورات الشأنين الاجتماعي والوطني، ويعبّر عن قلقه البالغ من السياسات الحكومية التي لا تزال تنحاز لصالح أصحاب النفوذ والمناصب العليا على حساب عموم موظفي الدولة. ففي الوقت الذي تُقرّ فيه زيادات ومخصصات لبعض وظائف الفئة الأولى والثانية، تُترك الغالبية العظمى من موظفي القطاع العام يواجهون مصيرهم وسط تداعيات الشلل التام في المرافق العامة الناتج عن الإضرابات المستمرة. ومن هنا، ندعو الحكومة إلى إنصاف هؤلاء الموظفين بعد سنوات من الإجحاف بحقهم ، كما ندعو إلى الإسراع في إقرار المراسيم التطبيقية لقانون التقاعد والحماية الاجتماعية للعمال الخاضعين لقانون العمل، بما يحقق الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية.

وفي سياق متصل، نستنكر بشدة الإجراءات الجائرة التي اتخذتها السلطات بحق أصحاب مركبات "التوك توك"، عبر منعهم من العمل وقطع مصدر رزقهم، دون معالجة قانونية وتنظيم وتأمين سلامة عملهم بما يوفر الحاجات المستجدة في التنقل والنقل ، وعدم مراعاتها سيساهم في رفع جديد لمعدلات البطالة وتكريس التهميش في صفوف الشباب والعائلات الفقيرة، وكما العادة مع كل قرار لضبط قطاع النقل لن نجد في قرار المنع المطلق لعمل ال" توك توك" الا فتحا لأبواب الرشى في الساحة التنفيذية له، ولن نجد الا القلاقل والمناوشات في المدن والطرقات والتأسيس للمخاطر والأخطار في التنقل . ان هذا القرار الناقص، خصوصا مع عدم تعزيز النقل العام المشترك وتطويره على كافة الأراضي اللبنانية، سيزيد من الأعباء المالية على المواطنين وسيظهر مجدداً فضيحة غياب الدولة عن مسؤولياتها بتقديم خدمة النقل المباشرة المنظمة والآمنة للمواطنين وسيفضح غياب الرؤية الحكومية المتكاملة لهذا القطاع .

*تحية للمشاركة الشعبية الواسعة*

يتوجه الاتحاد بالتحية إلى جماهير شعبنا وأمتنا الأوفياء، ولا سيما النقابيين والعاملين في مختلف المناطق، على مشاركتهم الواسعة في إحياء المجالس العاشورائية، التي تؤكد مجدداً أن هذه الأمة لا تنفصل عن تاريخها، بل تزداد وفاءً لنهج الحسين، في وجه الظلم والاستكبار. هذا الالتزام الروحي والوجداني هو صمام أمان لاستمرارية الخط المقاوم والرسالي.

وفي الشأن العام

نذكّر الدولة اللبنانية بأن إعادة إعمار القرى المدمرة في الجنوب والبقاع وغيرها، بفعل القصف البربري المستمر من قبل العدو الإسرائيلي، هو واجب وطني وأخلاقي لا يمكن تأجيله. كما نرفض رفضاً قاطعاً أي حديث رسمي أو غير رسمي عن التخلي عن سلاح المقاومة، الذي يُعدّ الضمانة الوحيدة في وجه العدوان الصهيوني المستمر. إن مثل هذه الطروحات لا تخدم سوى مشروع تفكيك الوطن وتسليم مفاتيحه للعدو بطريقة غير مباشرة.

*الدعوة إلى الحوار الوطني*

نجدد دعوتنا لجميع اركان الدولة إلى ضرورة الدفع باتجاه موقف وطني جامع يوحّد اللبنانيين في مواجهة العدو ويحفظ كل عناصر القوة للدفاع عن لبنان ، وفي ضوء مستجدات الساحتين الإقليمية والدولية، نؤكد على أن الموقف الوطني المقاوم غير المساوم، وحده يحصّن الداخل اللبناني، ويفتح أفقاً حقيقياً للمواطنة الحقة والاستقرار.

*تحية لنقابات العالم الحيّة*

وفي الشأن الدولي، يحيي اتحاد الوفاء النقابات العمالية والاتحادات المهنية في العالم، التي وقفت إلى جانب قضايا الشعوب المظلومة، ورفضت السماح بعبور السفن أو شحنات السلاح إلى العدو الإسرائيلي، عبر بحارها وموانئها وأراضيها، دفاعاً عن أطفال فلسطين واليمن وكل شعب ينشد الحرية والكرامة. هذه المواقف النبيلة ابتداء من الموقف اليمني الشريف والعزيز تعبّر عن ضمير انساني عالمي حر وفاعل، نأمل أن تتسع دائرته أكثر فأكثر.