٢٧ تموز ٢٠٢٥ في ظل مشهد يتقاطع فيه الألم المعيشي للعمال مع صرخات الشعوب الواقعة تحت العدوان، يواصل اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان أداءه النضالي، في ساحات المحور النقابي المقاوم، دفاعًا عن حقوق العمال، وانحيازًا لقضايا الأمة في وجه الظلم والتجويع والاستغلال، محليًا وإقليميًا ودوليًا. أولًا: محليًا – أعباء معيشية، دعم نقابي، وتكامل مع الهيئات مع تسجيل معدل التضخم السنوي 15% في حزيران 2025، تواصل الأسعار ارتفاعها، لا سيما في مجالي الإيجارات والمحروقات، ما يعمّق معاناة العمال وأصحاب الدخل المحدود. وسط غياب أي سياسة حمائية أو تدخل رقابي فاعل، يجد المواطن نفسه في مواجهة مباشرة مع الجوع والفقر. وفي هذا السياق، يجدد اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان تضامنه الكامل مع الموظفين والعاملين في القطاع العام، ويؤكد وقوفه إلى جانبهم في إضرابهم المشروع، دفاعًا عن الحقوق المعيشية والكرامة الوظيفية. فاستمرار تآكل الرواتب وتجاهل المطالب المحقة للعاملين في الإدارات العامة يهدد ليس فقط حياة آلاف العائلات، بل أيضًا استمرارية المرافق العامة والخدمات الأساسية للمواطنين. ويعتبر الاتحاد أن دعم القطاع العام يشكّل حجر الأساس لأي نهوض اقتصادي – اجتماعي حقيقي، بعيدًا عن وصفات التقشف والخصخصة التي أثبتت فشلها في كل العالم. وضمن مسار المتابعة القطاعية، شهدت مصلحة الزراعة في بعلبك لقاءً تشاوريًا بين نقابيين ومزارعين وفاعليات رسمية، ناقش واقع الزراعة وتحديات الإنتاج، وخلص إلى الدعوة لتشكيل خلية أزمة زراعية – نقابية لمواجهة التراجع الحاد في الإنتاج والدخل الزراعي. كما يتابع اللقاء الوطني للهيئات الزراعية مع الجهات المعنية المطالب المحقة للنقابيين والمزارعين، في مسعى للنهوض بهذا القطاع الحيوي الذي يشكل صمام أمان للأمن الغذائي الوطني. وفي إطار تعزيز التنسيق المحلي، زار وفد نقابي اتحاد بلديات شرقي بعلبك، حيث شدد الجانبان على أهمية التعاون بين البلديات والنقابات في حماية حقوق العمال، وتحسين بيئة العمل، ودعم المشاريع الإنمائية ذات الطابع الاجتماعي. وفي سياق لبناني داخلي، عبّر الاتحاد عن استنكاره لحادثة فردية وقعت في منطقة الكورة، مؤكدًا أن هذا السلوك لا يمثل واقع العمال السوريين في لبنان، الذين يواصلون عملهم الشريف بإخلاص ويشكلون جزءًا من دورة الإنتاج في البلاد. وفي بادرة إيجابية على المستوى التشريعي، يثمّن الاتحاد قرار مجلس النواب الأخير بفتح ملفات الفساد الجدية، ويدعو إلى المتابعة الجادة والشفافة، بعيدًا عن التسييس أو الانتقائية. ويؤكد أن هذا المسار، الذي طالما دعا إليه سماحة السيد حسن نصرالله، يمثل خطوة أساسية نحو حماية المال العام، وإنصاف الشعب الذي يدفع ثمن الهدر والمحاصصة. ثانيًا: إقليميًا – فلسطين في القلب والتحية للسودان تتواصل المأساة في قطاع غزة، حيث يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في سياسة التجويع الجماعي بحق شعب محاصر، في مشهد غير مسبوق من الانتهاكات والمجازر. وإزاء هذا العدوان المستمر، يجدد الاتحاد تضامنه الكامل مع فلسطين، ويدعو لتحركات شعبية ونقابية دولية من أجل وقف المجازر ورفع الحصار فورًا. في هذا الإطار، يشيد الاتحاد بالمواقف الجريئة والمتقدمة لـ اتحاد عمال مصر، الذي يواصل جهوده في المحافل العربية والدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تبقى قضية كل حرّ وعامل في هذه الأمة. كما يتقدم اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان بالتهنئة الحارة إلى اتحاد عمال السودان بمناسبة إلغاء قرار تجميده، وعودته إلى ممارسة دوره الطبيعي في تمثيل الطبقة العاملة السودانية. إن هذا التطور الإيجابي يعيد الاعتبار للعمل النقابي في السودان ويعزز الوحدة العمالية العربية في مواجهة التحديات. كما يثمّن الاتحاد بيان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي أدان جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، مطالبًا بتحرك دولي فاعل ومحاسبة قانونية للمسؤولين عن الجرائم الجماعية. ثالثًا: دوليًا – مواقف تستحق الدعم في موقف دولي جريء، أعلن رئيس جمهورية كولومبيا قرارًا بمنع تصدير الفحم إلى إسرائيل، في خطوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني المحاصر، وهي خطوة يراها الاتحاد نموذجًا يجب أن يُعمّم، ويشكل ضغطًا حقيقيًا على الاحتلال لوقف جرائمه. في الختام يجدد اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان التزامه بقضايا العمال ، وبدوره في الربط بين النضال الاجتماعي الداخلي والنضال الوطني المقاوم. كما يدعو إلى وحدة الموقف النقابي ، لمواجهة السياسات الليبرالية المتوحشة، ودعم حركات التحرر من الاحتلال. |
