١٧ آب ٢٠٢٥ في أسبوع جديد يستمر علينا العدوان الصهيوني ، ويستهدف صيادي الأسماك في ميناء الناقورة، وهم يمارسون عملهم بحثاً عن رزق كريم. إن هذا العدوان حلقة في مسلسل الاستهداف الممنهج للوطن ، ومحاولة لفرض معادلات جديدة و للنيل من صمود الشعب اللبناني. لقد عبّرت النقابات والاتحادات العمالية المعنية – نقابات صيادي الأسماك في الساحلين الجنوبي والمتني، واتحاد العاملين في تربية وصيد الأسماك، واتحاد الضياء لنقابات عمال بيروت وجبل لبنان الجنوبي، واللقاء الوطني للهيئات الزراعية – عن الموقف الوطني الشجاع حين وضعت العدوان في مكانه الصحيح: جريمة ضد الوطن وأهله، وعدوان على لقمة العيش والكرامة، واستهداف للسيادة الوطنية الغذائية. ونحن في اتحاد الوفاء نشيد بهذه المواقف الوطنية التي تنبع من وجدان الناس، ونعتبرها تعبيراً عن الوعي النقابي الوطني المسؤول. في المقابل نستنكر الاسناد الحكومي الرسمي للعدوان الاسرائيلي بالاصرار على قرارات ٥و٧ آب بما يشجّع العدو على التمادي، ويكشف أن حماية الوطن لا تكون إلا بالمقاومة وسلاحها، وسقطت الحكومة اللبنانية حيث سقطت اسرائيل ، وسقط الرهان على إسقاط سلاح الشرفاء وحماة الأرض والعرض . وفي ظل الغياب التام لحكومة التبعية والارتهان للخارج عن الازمات الاقتصادية والحياتية والمعيشية للمواطن اللبناني ، وغرق البلاد كهربائيا في عتمة الحكومة ووزارتها المعنية ، تابعنا هذا الأسبوع اجتماع اللقاء الوطني للهيئات الزراعية في البقاع مع مصلحة الزراعة، حيث جرى التركيز على قضايا الزراعة ومطالب المزارعين وبرنامج تسجيلهم في السجل الزراعي لوزارة الزراعة وتوحيد الجهود لخدمة المزارعين، وهو مسار صحيح يستحق الدعم لأنه يرسّخ الأمن الغذائي ويحمي المزارع من التهميش. كما نشيد بالتحضيرات الجارية لإقامة مهرجان التسوق والسياحة في بعلبك، الذي يؤكد أن المناطق المحرومة قادرة على المبادرة وتحريك عجلة الاقتصاد بالصمود والإبداع. إقليمياً، يواصل الشعب الفلسطيني صموده الأسطوري في غزة رغم المجاعة والإبادة، حيث أكدت الأمم المتحدة استشهاد أكثر من مئة طفل جوعاً، في مشهد يفضح وحشية العدوان ويكشف تواطؤ الحكومات العربية والدولية . إننا ندين هذا التخاذل ونحيّي الشعب الفلسطيني المقاوم الذي يكتب بدمه وجوعه ملحمة البقاء والنصر . نسجل بفخر الموقف النبيل لعمال ميناء جنوى الإيطالي الذين رفضوا تحميل شحنات أسلحة "عربية " متجهة إلى الكيان، ليبرهنوا أن ضمير العمال الأحرار أقوى من قرارات الحكومات المتواطئة. كما نرحّب بالمواقف النقابية التي صدرت من مصر والأردن و سمّت الأمور بأسمائها، وطالبت بتسمية نتنياهو بمجرم حرب، وفضحت أوهام أطماعه، وأكدت أن الأمة الحية لا تساوم على أرضها وحقوقها. وعالمياً، نثمّن تحركات النقابات العمالية في إيطاليا وبلجيكا ضد شحنات السلاح والرحلات المتجهة إلى الكيان الصهيوني، ونعتبرها خطوات في الاتجاه الصحيح لإعادة الاعتبار لدور العمال الطليعي في مواجهة الاحتلال. كما نشيد بموقف الاتحاد العالمي للنقابات الذي عرّى الإبادة الصهيونية المدعومة أمريكياً وأوروبياً، محذّراً من تهديدها للسلم العالمي، بينما ندين بشدة المواقف الحكومية الأوروبية التي تستمر في تسليح الاحتلال وتغطيته سياسياً وإعلامياً. إن اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان يؤكد أن خط الفصل بين الحق والباطل، بين الموقف المشرف والموقف المعيب، إنما هو بوصلة المقاومة. فحيث يكون الانحياز إلى الشعب وكرامته وحقه في المقاومة، يكون الموقف الوطني في مكانه الصحيح، وحيث يكون التخاذل والتبعية للامريكي والرهان على العدو واسناده في جرائمه، يكون الموقف الخطيئة والخيانة الدامغة. من هنا، فإن الاتحاد يجدد تمسكه بالمقاومة وسلاحها خطاً أحمر لا مساومة عليه، ويعلن أن العمال والفلاحين هم شركاء المقاومة بل هم المقاومة وقلبها في معركة الصمود والتحرير. النصر للمقاومين، الوفاء للشهداء، الصمود للعمال ولا سيما الصيادين والمزارعين، والهزيمة حتمية للعدو ومن يسانده . |