٦ أيلول ٢٠٢٥ 
بدايةً وبمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية الذي دعا إليه الإمام الخميني قدس سره، يتقدم اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين من اللبنانيين والأمة الإسلامية بأسمى آيات التهاني والتبريكات، معبّرين عن فخرنا واعتزازنا بالنهج القويم الذي جسّده نبي الرحمة محمد (ص) . إنها مناسبة للتذكير بالقيم الجامعة للإسلام، من وحدة وتضامن وعدالة، ولتجديد العهد على السير على خطى نبي الأمة في مواجهة الظلم والعدوان، والتمسك بالمبادئ الراسخة التي تشكّل ضامن صمود أمتنا وكرامتها. محلّياً يواصل الاتحاد متابعته الحثيثة للمشهد السياسي اللبناني، ويعتبر أنّ مخرجات جلسة مجلس الوزراء في ٥ ايلول خطوة على طريق تصحيح الحكومة لسلوكها غير الدستوري والميثاقي، في جلستي ٥و٧ آب ٢٠٢٥ اللتين استهدفتا تجريد لبنان من أوراق قوّته مقابل أوهام وضغوط امريكية واسرائيلية واقليمية . وبحرص وطني يشير إتحاد الوفاء الى أن إطلاق سراح عملاء العدو وإهمال ملف الأسرى اللبنانيين يجب أن يحاسب عليه مرتكبه وهو ملف برسم التفتيش القضائي . إنّنا في اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان كنا وما زلنا ندعو للعمل من أجل التماسك والتلاحم الوطني وتمتين عناصر القوة اللبنانية. لمواجهة كل التحديات . وفي خضم الأزمات، تبرز إنجازاتٌ طبية وطنيةٌ تشكّل بارقة أمل وتؤكد أنّ الحياة في لبنان مستمرة. إنّ إطلاق مستشفى الرسول الأعظم (ص) لبرنامج زراعة الرئة هو إنجاز طبي نوعي يضع لبنان على خريطة الدول المتقدمة في هذا المجال، وهو تأكيدٌ على أنّ إرادة الحياة أقوى من كلّ التحديات. ويتابع اتحاد الوفاء ما كشفته هيئة الشراء العام حول العقد المشبوه لمصرف لبنان مع شركة K2 Integrity بقيمة 12 مليون دولار بأنه فضيحة جديدة ويضعه في سلسلة التجاوزات التي تعصف بالمال العام وأموال المودعين. إنّ ادعاءات السرية والأمنية لتبرير التوقيع بالتراضي هو نهجٌ مستقى من عهد حاكم المصرف السابق . هذا العقد غير القانوني يثبت أنّ الفساد متجذّرٌ في المؤسسات، وأنّ هناك من يحاول الالتفاف على القوانين وتوريط الحكومة في صفقات مشبوهة بحجة "الخروج من اللائحة الرمادية". إنّنا نؤكد أنّ الطريق الوحيد لإنقاذ الاقتصاد هو وقف هذا الفساد ومحاسبة جميع المتورطين. ويتابع الاتحاد محاولة وزير الاتصالات المتعجّلة والمشبوهة لإدخال خدمة "ستارلينك" إلى لبنان. إنّ هذا الملف، الذي يتجاهل القوانين اللبنانية وهيئة الاتصالات الناظمة، ليس مجرّد خدمة تقنية، بل هو محاولة لكسر سيادة الدولة على قطاع الاتصالات، وفتح الباب أمام شركات أجنبية، أبرزها أميركية، للتحكم بالبنية التحتية الحيوية للبلاد. إنّنا نرفض هذا المسار الذي يهدف إلى تفكيك القطاع العام وخصخصته تحت ستار التطوير، وندعو الحكومة إلى عدم الرضوخ للضغوط ومحاسبة الوزير على تجاوزاته. وعلى الرغم من الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على الجنوب، يثبت أهلنا ولا سيما التجار في مدن مثل النبطية وصور أن إرادة الحياة أقوى من كلّ محاولات العدوان. إنّ إعادة فتح الأسواق والمؤسسات وتنظيم المهرجانات هو رسالة صمود وتحدٍّ للعالم أجمع، بأنّ هذا الجنوب عصيّ على الانكسار، وأنّه ينهض بفضل عزيمة أهله ومقاومته. إنّ تدمير العدو الإسرائيلي الممنهج للبنية التحتية للمياه في الجنوب، وإلى جانبه الإهمال الحكومي في إعادة التأهيل، هو وجه آخر من وجوه العدوان. إنّ حرمان مئات الآلاف من المياه هو جريمة حرب تُضاف إلى سجل العدو الإسرائيلي. إنّنا نحمّل الحكومة مسؤولية هذا الإهمال، وندعو الجهات المعنية إلى تحمّل مسؤوليتها تجاه أهلنا العائدين إلى قراهم، وإصلاح الأضرار لضمان استمرار الحياة والإنتاج الزراعي في المنطقة. كما ويبارك الاتحاد لنقابة مربي النحل في الجنوب إطلاقها نشاطاتها الإرشادية، ويعتبرها خطوةً مهمةً لرفع مستوى الوعي الفني والمهني لدى المربين. إنّ تطوير القطاع الزراعي وتأمين مقومات صمود المزارعين هو مسؤولية وطنية، وهذا ما نسعى إليه دومًا من خلال دعم النقابات والمؤسسات العاملة في هذا المجال. إقليمياً ودوليا يتقدّم الاتحاد بأسمى آيات الفخر والاعتزاز باستشهاد الأخ العزيز رئيس الحكومة اليمنية أحمد غالب الرهوي ورفاقه الوزراء، مؤكداً أنّهم ارتقوا شهداء الحق والواجب في أشرف ميادين الخدمة، وعلى طريق القدس ونصرة غزة. إنّ استشهادهم على يد "شرار خلق الله، الملعونين من الله وأنبيائه، لقطاء الكيان اليهودي الصهيوني ورعاته الأميركيين الشياطين المفسدين" هو وسام عزٍ وفخار، في وقتٍ تقاعست فيه حكومات وملوك عن نصرة غزة. كما يثمّن الاتحاد عالياً مواقف عمال الموانئ في إيطاليا واليونان وغيرها، الذين رفضوا استقبال أو تحميل سفن متجهة إلى الكيان الصهيوني. إنّ موقف عمال ميناء جنوة الإيطالي بالتهديد بمقاطعة أي بضائع متجهة إلى "إسرائيل" إذا ما تعرض "أسطول الصمود العالمي" لأي اعتداء، هو نموذجٌ للتضامن الأممي الذي يجسّد معنى الإنسانية. إنّ هذا الحراك الشعبي والنقابي، الذي يترافق مع رفض مطاعم وفنادق أوروبية خدمة السياح الإسرائيليين، هو تأكيدٌ على أنّ العدوان الصهيوني على غزة لم يعد يمرّ مرور الكرام، وأنّ الحقيقة تنتصر رغم كلّ آلة التضليل الصهيونية والأميركية. وفي السياق نفسه، نحيّي الاتحاد العالمي للنقابات، الذي يمثّل أكثر من 110 ملايين عامل، على موقفه المتضامن مع الشعب الفلسطيني والمقاومة، ودعمه لـ"أسطول الصمود العالمي". إنّ هذا الدعم العمالي العالمي هو تأكيد على أنّ قضية فلسطين ليست قضية عربية أو إسلامية فقط، بل هي قضية إنسانية، وأنّ نضال الشعب الفلسطيني هو نضال كلّ أحرار العالم. إنّنا نجدّد دعوتنا لكلّ النقابات والاتحادات في العالم إلى الانضمام إلى حراك المقاطعة والضغط على حكوماتها لوقف العدوان على غزة، ووقف تزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة. أخيرا فإن اتحاد الوفاء، في ذكرى ولادة الرسول المباركة، يجدد دعوته لكل القوى الوطنية، ولكل أفراد الأمة الإسلامية، للعمل على ترسيخ الوحدة والتضامن، وتعزيز صمود الشعبين اللبناني والفلسطبني ، والوقوف صفاً واحداً في وجه كل اعتداء وظلم. فالتحديات الراهنة، مهما كانت جسامتها، لا تهزم إرادة الشعوب الحرة، ولا تقلل من عزيمة الأبطال في ميادين الحق. ونحن على يقين أن التمسك بالقيم الإسلامية والوطنية، والتضامن مع القضايا العادلة للأمة، هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل مستقر، وعادل، ومزدهر للأجيال القادمة. |