١٤ أيلول ٢٠٢٥ 
بسم الله الرحمن الرحيم في زمنٍ تزداد فيه معاناة شعبنا من الأزمات المعيشية، وتتراكم فيه التحديات على العمال والمزارعين والموظفين، يثبت عمال لبنان أنهم خط الدفاع الأول عن الكرامة والعدالة الاجتماعية. وفي الوقت عينه، يقف اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين شاهداً على انحياز السلطة لرأس المال، ومؤكداً التزامه بخيار المقاومة وصون الحقوق. هموم الداخل: أزمات ومعارك يومية من الجنوب إلى الشمال، تتعدد المبادرات العمالية والنقابية التي تؤكد صلابة مجتمعنا في مواجهة الإهمال. ففي مغدوشة، أطلقت نقابة مربي النحل أنشطتها الإرشادية دعماً للمزارعين الصغار، فيما كشفت الإحصاءات أن أكثر من 62% من العاملين في لبنان يعملون خارج الأطر الشرعية، ما يفضح غياب أي سياسة اجتماعية عادلة. أما موازنة 2026، فجاءت لتكرّس خدمة "الوحوش" من كبار الرأسماليين عبر إعفاءات ضريبية فاضحة، في حين يُترك العمال لمصيرهم. ويُضاف إلى ذلك عجز السلطة عن دفع رواتب عمال بلدية الميناء، في مشهد مؤلم يُقابله في المقابل فضيحة مضاعفة أجور مستشاري الوزراء ثلاثين مرة. على الحدود الجنوبية، يكافح المعلمون والإدارات للبقاء في مدارسهم، متحدّين الخطر والأزمات، بينما يواصل المزارعون في الشمال إجراءات تسجيلهم في السجل الزراعي أملاً بالحصول على دعم طال انتظاره. وفي البقاع، انطلقت مشاريع لدعم صغار مربي الأسماك على نهر العاصي، لكنها بقيت معزولة عن خطة تنموية وطنية شاملة. ولا يمكن التغاضي عن ملف الاتصالات، حيث يشكل ترخيص "ستارلينك" خطوة تهدد السيادة وتفتح أبواب الاختراق الإسرائيلي والأميركي. وفي كفرحزير، علت صرخة الأهالي ضد جريمة مصانع الترابة، مطالبين بختمها ومحاسبة أصحابها. يضاف إلى هذه الملفات تعثّر تعويضات الإعمار بفعل مماطلة رئيس الحكومة، مقابل مبادرات إيجابية لوزير الصحة الذي شدّد على أن "الصحة لا تعرف الطوائف" وذلك في افتتاح مستشفى بر الياس الحكومي . أما الموازنة فجاءت لتثبت إهمال السلطة للموظفين والمتقاعدين. نور من ذكرى الرسول الأكرم (ص) وسط هذا السواد، حملت التعبئة العمالية شعلة الفرح والولاء في الذكرى 1500 لولادة الرسول الأكرم (ص). حواجز المحبة التي أقيمت في العديد من المدن والقرى اللبنانية ولا سيما في البقاع العزيز ، لم تكن مجرد توزيع حلوى، بل كانت تجديداً للعهد مع قيم الوحدة والمحبة التي جاء بها النبي محمد (ص). كما شاركت التعبئة العمالية في بيروت بفعاليات احتفالية جامعة، بينما شهدت بعلبك تكريماً لقدامى التجار في مهرجان التسوق والسياحة، ووجهت اللجنة المنظمة لمهرجان "صور بتجمعنا" دعوةً لمشاركة واسعة في الختام، تأكيداً على الروح الوحدوية والثقافة المقاومة. وفي الميدان الاقتصادي-الحقوقي، رفع مؤتمر المودعين شعار "لا لشطب أموالنا"، مؤكداً أن حقوق الناس أمانة لا يجوز التلاعب بها لمصلحة المصارف وأركان السلطة. نبض المنطقة: المقاطعة سلاح الشعوب إقليمياً، يواصل الشعب الأردني ملاحمه الشعبية عبر تحويل المقاطعة من فعل غضب عابر إلى معركة اقتصادية منظمّة نصرة لغزة، ليؤكد أن المقاومة لا تقتصر على البندقية بل تشمل سلاح الاقتصاد. العالم ينتفض: فلسطين في قلب النقابات أما على المستوى الدولي، فقد عبّر العمال والنقابات عن وجههم المقاوم. فقد خرجت المظاهرات في الأرجنتين رفضاً لزيارة المجرم نتنياهو، وفي بروكسل ضد التواطؤ الدولي على الإبادة في غزة، فيما أعلن الاتحاد العالمي لنقابات العمال أسبوعاً عالمياً للتضامن مع فلسطين. كما أقدمت نقابات بريطانيا على قرار تاريخي بمقاطعة المستوطنات ودعم الاعتراف بدولة فلسطين. وفي موازاة ذلك، واصل محور المقاومة تقدمه العلمي مع إطلاق إيران مشروعاً متطوراً للأقمار الصناعية، كرسالة سيادة واستقلال بوجه الهيمنة الغربية. خاتمة: عمال لبنان… وفاء ومقاومة إن اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين يؤكد أن معركة الكرامة لا تنفصل عن معركة التحرر الوطني. عمال لبنان الذين يرفضون سياسات التجويع والتمييز الضريبي هم أنفسهم الذين يقفون في خندق المقاومة مع فلسطين. ومن هنا، نعلن التزامنا الثابت بخيار المقاومة، وبالدفاع عن حقوق العمال والمودعين والمزارعين، حتى بناء دولة العدالة والكرامة والسيادة. وإزاء الجريمة الجديدة التي ارتكبها العدو الصهيوني باستهدافه الغادر للمدنيين في العاصمة القطرية الدوحة، نؤكد أن دماء الأبرياء ستبقى شاهداً على وحشية هذا الكيان، وأن يد المقاومة ستطال القتلة أينما كانوا. إننا في اتحاد الوفاء ندين بأشد العبارات هذا العدوان الآثم، ونعتبره امتداداً لنهج الإبادة الذي يمارسه العدو في غزة ولبنان، ونعلن تضامننا الكامل مع دولة قطر وشعبها الشقيق، مؤكدين أن زمن الإفلات من العقاب قد ولّى، وأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، بل ستزيد أمتنا إصراراً على محاسبة المجرمين واقتلاع هذا الكيان السرطاني من أرضنا وأمتنا. |