٢٢ أيلول ٢٠٢٥ 
في الوقت الذي تُحاك فيه المؤامرات على قوت الناس وأمنهم الاجتماعي، وتتسارع الأحداث بين الضغوط الاقتصادية والعدوان الخارجي، يجد اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين وحلفاؤه النقابيون في لبنان أمام مسؤوليتهم في رفع الصوت دفاعًا عن العمال والموظفين والمتقاعدين والمزارعين وكل الفئات الشعبية، في مواجهة مشاريع التجويع من جهة، والإمبريالية الصهيونية وحلفائها من جهة أخرى. ومن هذا المنطلق، اعلن الاتحاد وحلفاؤه مواقفهم حيال أبرز القضايا المطروحة هذا الأسبوع: مشروع «الخدمة المدنية» الذي يُراد تمريره كإصلاح زائف ليس إلا وصفة خارجية هدفها ضرب القطاع العام، وإذ يزعم معدّوه أنهم سيزيدون الرواتب على مراحل بين 2027 و2030، فإنهم يضعون نظام التقاعد والمنافع الاجتماعية تحت إشراف خارجي مباشر، ما يعني تدميرًا ممنهجًا لحقوق الموظفين، وهو ما يرفضه اتحاد الوفاء وحلفاؤه رفضًا قاطعًا. التقاعد خط أحمر، ويعبر الاتحاد بشكل خاص عن رفضه فرض إملاءات تطيح بأمان الموظف بعد سنوات خدمته . وفي السياق عينه، يعبّر الاتحاد عن دعمه الكامل لتحركات رابطة موظفي الإدارة العامة بوجه الموازنة الجائرة، ويؤكد أنّ كرامة الموظف من كرامة الدولة، وأن أي استهداف لمداخيلهم هو استهداف لمؤسسات الدولة نفسها. كما يقف إلى جانب العسكريين المتقاعدين في تحركاتهم على امتداد الأراضي اللبنانية، رفضًا للظلم الواقع عليهم ومطالبة بإنصافهم. وعلى خطّ مواجهة الحرمان والعدوان، فإن تجمع أصحاب المحال التجارية في الجنوب المطالب بخطة نهوض تجاري عاجلة لدعم صمودهم، يؤكد أن هذا الصمود في وجه العدوان الصهيوني يتكامل مع المقاومة الميدانية والسياسية. فيما اللقاء الوطني للهيئات الزراعية الذي يتابع في الشمال ملف السجل الزراعي وضمان المزارعين، ينطلق في حراكه المطلبي من قاعدة أن لا اقتصاد وطنيًا بلا زراعة محمية وداعمة لصمود الفلاحين. وفي قطاع التعليم، يرى اتحاد الوفاء أن الزيادات الجنونية على الأقساط تضع «المعنيين في وزارة التربية » في دائرة الاتهام ، ويطالب بخطوات حاسمة لوقف هذه الاستباحة التي تحوّل التعليم إلى عبء خانق على الأهالي، بدل أن يكون حقًا مكفولًا للجميع. أما على الصعيد النقابي الدولي، فيجدّد اتحاد الوفاء للعمال وللمقاومة انخراطه في خطّ المواجهة الأممية، عبر مشاركته في مؤتمر اتحاد النقابات في قبرص، انطلاقًا من الموقف الثابت بدعم فلسطين وقضيتها المركزية. وفي هذا السياق، يثمّن الاتحاد الدعوة الصادرة عن نقابة العمال الإيطالية إلى «يوم تعبئة» تضامني مع غزة، وكذلك تحرك عمال الرعاية الصحية في أنقرة احتجاجًا على صمت منظمة الصحة العالمية إزاء الجرائم الصهيونية. هذه التحركات تعكس وعي العمال بخطورة المشروع الإمبريالي – الصهيوني. وفي المقابل، يكشف الواقع داخل كيان الاحتلال عن انهيار متسارع، حيث بات الكيان الإسرائيلي الغاصب بيئة طاردة، يغادره أكثر ممّا يفد إليه. وهو دليل إضافي على أنّ رهان محور المقاومة وشعوب المنطقة على زوال هذا الكيان ليس شعارًا، بل حقيقة تتجسّد يومًا بعد يوم. كما يرى الاتحاد أنّ النهوض الاقتصادي الذي تشهده الجمهورية الإسلامية في إيران مع دول الجوار، ولا سيما باكستان وأفغانستان، يقدّم نموذجًا واضحًا لكيفية بناء شبكات تعاون إقليمي وكسر الهيمنة الأميركية. فهذا التكامل الاقتصادي بين دول محور المقاومة والجوار يفتح آفاقًا واسعة أمام شعوب المنطقة لتأمين مصالحها وتثبيت استقلالها الاقتصادي، بما يعزّز الصمود في مواجهة الضغوط والعقوبات ويؤكد أنّ البديل عن وصفات الخارج موجود وقابل للتطبيق. ويقدّر الاتحاد عاليًا الموقف المبدئي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي جدّد دعمه لفلسطين وأدان الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكّدًا أنّ البوصلة النقابية يجب أن تبقى حيث تكون فلسطين. كما يحيّي المؤتمر النقابي العالمي المنعقد في لارنكا – قبرص، والذي دعا إليه الاتحاد العالمي للنقابات مثبّتاً أولوية النضال ضد الإمبريالية وداعماً لفلسطين، وهو ما يتلاقى تمامًا مع رؤية اتحاد الوفاء في لبنان. وفي هذا الإطار، تبرز لقاءات رئيس الاتحاد، علي طاهر ياسين، في اللقاءات النقابية على هامش مؤتمر لارنكا، سواء مع النقابات اليونانية أو الليبية، حيث شدّد على ضرورة تعزيز التعاون العمالي العربي والأممي لمواجهة التحديات المشتركة، وأكد على الحفاظ على هوية اتحاد النقابات العالمي المقاومة، ورفض أي محاولات لتطويعه أو حرف بوصلته. إن اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، إذ يضع هذه المواقف أمام الرأي العام، يؤكد أنّه سيبقى حيث يجب أن يكون: في خندق الدفاع عن العمال والموظفين والمزارعين والمتقاعدين، جنبًا إلى جنب مع المقاومة في مواجهة الإمبريالية والصهيونية وأدواتها الداخلية… وستبقى المقاومة حاضرة، ضمانةً للحق، وحصنًا للكرامة، وبوصلةً للانتصار. |