٢٨ أيلول ٢٠٢٥ 
أولاً – محلياً أحيا العمال والنقابيون الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمينين العامين السيّد حسن نصرالله والسيّد هاشم صفّي الدين، عبر بيانات وتحركات عمّت بيروت، البقاع ، الجنوب وبعلبك – الهرمل. وقد أكّدت هذه المواقف أنّ دماء القادة لم تكن نهاية مسار بل بداية لمرحلة جديدة من التمسك بخيار المقاومة والعدالة الاجتماعية. وفي بعلبك، احتضن ملتقى الفن التشكيلي "سيّد العشق" ضمن فعاليات مهرجان التسوق والسياحة، ليؤكد أنّ المدينة التي قدّمت الشهداء تواصل تقديم الإبداع أيضاً. وهنا يلتقي الفن مع النقابة في مشروع واحد: مقاومة الاحتلال ومقاومة التهميش. فالمقاومة ليست فقط رصاصة في الميدان، بل أيضاً لوحة ورسمة وصوت عامل يطالب بحقوقه. ويرى الاتحاد أنّ نهوض النقابات في ذكرى الشهادة يتكامل مع حراك موظفي القطاع العام والمتقاعدين من أجل استعادة حقوقهم. كما أن وحدة الموقف الشعبي في الجنوب والبقاع وبعلبك، بين العمال ، توازي وحدة المقاومة في الميدان. وكما فرضت المقاومة معادلة الردع على العدو، فإن وحدة الصف النقابي قادرة على فرض معادلة العدالة الاجتماعية على السلطة. وفي موازاة ذلك، يحذّر الاتحاد من استمرار الفساد والفوضى في إدارة الموارد العامة، سواء في ملف المياه حيث تُهدر مليارات الأمتار المكعبة، أو في سوق الكتب المدرسية الرسمية حيث يتعرض المواطن للاستغلال. إنّ مواجهة هذا الفساد جزء من معركة المقاومة نفسها، لأنّ حماية الثروة الوطنية لا تقلّ أهمية عن حماية الحدود. ويثمّن الاتحاد الموقف الوجداني الذي عبّر عنه دولة الرئيس نبيه بري في ذكرى استشهاد السيّد نصرالله، حيث اعتبره "صوتاً لا يغيب وضميراً لا يموت". إنّ هذا الموقف يعكس التقاء المسار النقابي والشعبي مع المسار الوطني والسياسي في رؤية واحدة: أنّ المقاومة قدر لبنان وأنّ دماء الشهداء أمانة لا تسقط بالتقادم. ثانياً – إقليمياً شهدت قبرص انعقاد فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، حيث التقى الوفد العمالي اللبناني الأمينة العامة لاتحاد عمال قبرص والأمين العام لاتحاد النقابات العالمي، وقدّم درعاً تقديرياً لمواقفهم المشرّفة في دعم المقاومة وفلسطين. هذه الخطوة تؤكد أنّ صوت النقابة في لبنان يجد صداه في حوض المتوسط، وأنّ التضامن العمالي يتخطى الحدود. كما يثمّن الاتحاد إعلان إيران عن إطلاق النسخة الثانية من القمر الصناعي "بارس-1" وتوقيع اتفاقية لإنشاء أربع محطات طاقة نووية جديدة. هذا الإنجاز العلمي والاقتصادي يؤكد أنّ محور المقاومة لا يواجه فقط سياسياً وعسكرياً، بل يتقدّم أيضاً في مجالات التكنولوجيا والطاقة، ليقول للعالم إنّ التطور يصنع بالمعرفة والإنتاج، لا بالارتهان والتبعية. إنّ التقاء الوفد العمالي اللبناني في لارنكا مع ممثلي النقابات العالمية، وتزامن ذلك مع إنجازات إيران العلمية، يعكس وحدة المسار: فالمقاومة في الميدان، والنقابة في الموقف، والعلم في المختبر، حلقات متكاملة في معركة التحرر. ثالثاً – عالمياً على المستوى العالمي، يتوقف الاتحاد أمام المواقف النوعية للنقابات العمالية الأوروبية، خصوصاً في إيطاليا، حيث عمّت التظاهرات والإضرابات رفضاً لحرب الإبادة على غزة، وهددت النقابات بـ"زحف شعبي" أمام المباني الحكومية. هذه الخطوات تعكس أنّ الوعي العمالي في أوروبا بدأ يكسر جدار الصمت الغربي ويترجم التضامن بالفعل لا بالقول. كما يثمّن الاتحاد المواقف العملية لنقابات أوروبية عطّلت شحنات السلاح إلى الكيان الصهيوني، معتبراً أنّ هذه المبادرات تكشف أنّ الكلمة الحرة والقرار النقابي المقاوم يمكن أن يوازي أثر الصواريخ في كسر هيبة العدو وإرباك حلفائه. خاتمة إنّ اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان يرى أنّ المشهد الممتد من بعلبك إلى قبرص، ومن غزة إلى طهران، وصولاً إلى روما، يرتبط بخيط واحد نسجه الأمينان الشهيدان نصرالله وصفّي الدين: خيط المقاومة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. فكما يقاوم المقاوم في الميدان، كذلك يقاوم العامل في معمله والمزارع في أرضه والفنان في ريشته. ومن هنا، يجدّد الاتحاد عهده بأن يبقى صوت العمال والشعب في لبنان وفياً لفلسطين ولنهج المقاومة، حتى تحقيق النصر والتحرر والعدالة. |