طارق ابو حمدان السفير 12-8-2013
أطلق "اتحاد بلديّات جبل عامل" أخيراً، مشروعا زراعياً إنمائيا هادفا، يشمل إقامة حقول نموذجيّة لزراعة الزعتر والخضار وتربية النحل والدجاج، إضافة إلى تجميع وتصنيع الحليب ومشتقاته، وذلك من ضمن خطة تهدف لدعم وتنشيط القطاعين الحيواني والزراعي، خصوصا الزراعات البديلة في هذه المنطقة الحدودية. الخطة تضمنت أولاً، إنجاز 52 حقلا من الزعتر، موزعة على معظم قرى جبل عامل، مساحة الحقل الواحد نصف دونم، جهز بشبكة ريّ تعمل بالتنقيط، ليزرع بعدها بحوالي 2000 شتلة. وشمل المشروع أيضا، إقامة 6 حقول نموذجية من الخضار، في بلدات: حولا، مركبا، الصوانة، طلوسة، القنطرة والعديسة، مساحة كل حقل دونم واحد، يُزرع بمختلف انواع الخضار على طريقة الأنفاق، لتنجز عبر مرحلتين؛ في الأولى يركب الهيكل الحديدي، مع إضافة السماد للتربة وتمديد شبكة الري، تغطية الأرض بالنايلون الأسود، وبعد 20 يوماً يغطّى الهيكل بالنايلون الأبيض، ليليها زراعة الشتول، على أن يتم ذلك تحت إشراف مرشدين زراعيين، يقومون بجولات ميدانيّة لتقديم الإرشادات للمزارعين، حول طريقة استعمال الأسمدة الكيماويّة والمبيدات الحشريّة وعمليّة الرّي. نقلة نوعيّة يؤكد المزارعون نجاح المشروع، بعدما بدا الإنتاج وفيرا ليتراوح ما بين 25 إلى 30 كلغ من الخيار مثلا، فاستعمال التقنيّات الزراعيّة الحديثة، أدى إلى إحداث نقلة نوعيّة في القطاع الزراعي، على ان تعتمد لاحقا في هذه المنطقة، كزراعات بديلة من التبغ والزيتون أساسا، والتي باتت زراعة مكلفة وغير مربحة، في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي تضرب هذه المنطقة. وتشير المعطيات الأولية للمشروع، إلى أن هناك نية لدى نسبة عالية من المزارعين للتوجه إلى مثل هذه الزراعات البديلة، نظرا لسهولة تصريف الإنتاج والأسعار المقبولة والحصول على أكثر من موسم في العام، كما يوضح رئيس الاتحاد علي الزين لـ"السفير". ويعدد إيجابيات هذا التوجه، ومنها خلق فرص عمل جديدة للمقيمين، عدم تفرغ المزارع وتضييع الوقت لهذه الزراعات، كونها غير متعبة وغير مكلفة أيضاً، بخلاف العمل في زراعة التبغ التي تستهلك جهداً ووقتاً من دون أن تأتي بالنتيجة المرجوة، كما يمكن اعتماد هذه الزراعة في غير موسمها المعتاد، وعدم حاجتها لكميات كبيرة من المياه لاعتمادها الري بالتنقيط، ناهيك عن مردودها الذي يصل الى حدود 7 إلى 8 ملايين سنويا للدونم الواحد. قفير لكل مزارع يلفت الزين الانتباه إلى أن الاتحاد اتجه أيضاً إلى المساعدة في تربية الحيوانات الداجنة والنحل، بحيث أقيمت دورات متخصصة في تربية النحل، وقُدم لكل مزارع قفير، ما حقق نجاحاً لافتاً يعوّل عليه في المستقبل القريب. كما أحصى الاتحاد عدد الحيوانات الداجنة في المنطقة، وأقام دورات متخصصة في تربيتها وكيفية الاستفادة القصوى من إنتاجها، ومنها دورات في فنون صناعة الألبان والأجبان، للعمل لاحقاً في معمل الألبان والأجبان الذي أنجز في بلدة حولا، بالتعاون مع مجلس الجنوب والذي سيدخل في مرحلة الإنتاج قريبا. كذلك عمد الاتحاد إلى زراعة أكثر من 54 ألف شجرة مثمرة، بينها 25 ألف شجرة زيتون و5 آلاف شجرة تفاح وكيوي، وأنشأ تعاونيتين زراعيتين ومركزاً للإرشاد الزراعي في بلدة مركبا، جهّز بآليات زراعية ومعصرة زيتون ومصنع للشمع ومركز لتعليب العسل، يقدم خدماته لمزارعي المنطقة بأسعار مدعومة.
|