لم يجد مزارعو القمح في البقاع، بعدما طفح كيل الانتظار، سوى رمي مخزون بعض اكياس القمح التي اهترأت على الطريق الدولية في البقاع الغربي، عند اول بلدة غزة، احتجاجا على ما وصفوه حرمان وزارتي المالية والاقتصاد المزارعين من حقهم بتسليم محصول القمح الى الدولة اللبنانية، وقبـــــض ثمــــنه الذي حدد بسعر 590 ليرة للكيلو الواحد. بعد مرور حوالي اربعة اشهر على حصاد القمح، لا يزال مزارعو القمح في البقاع وعكار والشمال، بانتظار الدولة اللبنانية لاستلام القمح المرمي والمكدس في الحقول الزراعية، تحت حرارة اشعة الشمس التي تسببت في اهتراء عشرات الاكياس. والاخطر، وفــــق ما اعلـــن المــــزارع خالد شومان، هوالخوف من اهــــتراء الاف الاطنـــــان من القـــمح فــــي حــــال بقي المحصــــول فــــي العــــراء عــــلى ابواب الشــــتاء والامـــطار. اقفل المزارعون الطريق الدولية، واحضروا اكياسا من القمح وقاموا بتمزيقها ورمي محتوياتها على الطريق العام، واطلقوا صرخاتهم الاحتجاجية ومناشداتهم التي وصلت الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان مطالبة بلفتة كريمة الى منطقة زراعية تريد حقها الطبيعي. واشار المزارع محــــمد المجذوب الى كارثة اجتماعية ومالية ستلحق بمئات مـــــزارعي القمح في البقاع الذين رهنوا املاكهم وارزاقهــــم في انتظار قبض ثمن المحصول. وطالب خالد شومان بالاسراع في عملية التسليم وازاحة كوابس الافلاس عن كاهل المزارعين الذين يريدون التحضير لموسم زراعي جديد.