رئيس الإتحاد العام لنقابات العمال فى سورية جمال القادري يكتب :نكون أو لا نكون
وكالة أنباء العمال العرب:9-7-2015
تعمل القيادة النقابية منذ ان تسلمت مهامها قبل حوالي خمسة شهور وتجتهد لساعات عمل طويلة لتؤسس لمرحلة جديدة في حياة الطبقة العاملة وتنظيمها النقابي عنوانها العريض (نكون أو لا نكون) وبالرغم من معرفتها التامة بالتحديات الكبيرة التي تواجهها وستواجهها بما فيها واقع عملها في هذه الظروف الاستثنائية إلا أن ذلك لم يؤثر على إصرارها ولم يثن عزيمتها التي تزيد من صلابة إرادتها وتعزز من تفاؤل طموحاتها في صناعة المستقبل السوري بشكل عام والعمالي النقابي بشكل خاص وفي كلتا الحالتين سيكون سورياً بامتياز. ولاشك في أن الرؤية النقابية الواضحة التي تختزل التجربة النضالية الطويلة للحركة النقابية السورية وتحتضن من خلال استراتيجيتها الميدانية مستقبل العمل النقابي ومصيره بما في ذلك تأهيل كوادره البشرية ومواكبة المستجدات وإحداث نقلة نوعية في بنيته التنظيمية القيادية بما يضمن إنعاش أو إحياء حضوره النقابي في مواقع العمل عبر لجانه النقابية التي ستمنح صلاحيات جديدة بهدف تفعيل دورها وحضورها في أوساط العمال بعد ان غابت نسبياً في الفترات السابقة عن ممارسة دورها الحقيقي في خدمة الطبقة العاملة، كما يتم بالتوازي مع ذلك التعامل أيضاً مع ملف التمثيل النقابي العمالي في المجالس الإدارية بدقة متناهية ووفق معايير متشددة للاختيار والانتقاء وبشكل يعيد للشخصية وللحضور النقابي مكانتها وموقعها الطبيعي والحقيقي في معادلة التشاركية ويؤهلها للعمل بندية مطلقة مع كافة المكونات الإدارية في المؤسسات والهيئات الرسمية للوصول إلى قرارات صحيحة تحقق التوازن بين الواجبات والحقوق وتسقط في الوقت ذاته الوجه الانتهازي الذي عرف به بعض ممثلي العمال خلال السنوات الماضية. وانطلاقاً من الواقع يمكن القول ان القيادة النقابية حسمت الجدل الدائر حول طبيعة العلاقة المستقبلية بين الاتحاد العام لنقابات العمال والجهات المعنية وأخرجتها من دائرة التوقعات والتكهنات التي تتبنى العلاقة التصادمية وتقرأ تباعد الأفكار والرؤى وتترجم الخطوات التي تتخذها الحكومة نقابياً على انها مساس بدور الحركة النقابية السورية ومحاولة لإقصائها عن ساحة اتخاذ القرار أو بداية لمحاولات سحب البساط والانفراد بالقرار دون الرجوع إلى الشركاء أي إلغاء مفهوم التشاركية الذي تتمسك به النقابات حفاظاً على دورها الاقتصادي والاجتماعي وهي في الوقت ذاته ترفض فكرة التخلي عن العلاقة الموضوعية مع الأطراف الأخرى ولا تجد حرجاً في تأجيل العديد من مطالبها تحت ضغط الظرف الاستثنائي الذي أوجدته وفرضته الأزمة. وبعد حوالي خمس سنوات من عمر الأزمة ومخاض التجدد والتجديد الذي يعيشه بلدنا تحاول النقابات استجماع قوتها وحشد طاقاتها على جبهة الأحداث حيث تعمل على رسم خططها المستقبلية وتحديد مواقفها ورؤاها النقابية حول مختلف القضايا العمالية واستخلاص النتائج من تجارب العمل النقابي وحقائق الشراكة مع مختلف الجهات الحكومية بتوجهاتها المعيشية والتنموية والعمالية محددة مسارها الميداني بناء على رؤية نقابية طبقية مؤسساتية قارئة ولعقود طويلة للواقع السوري بكل تفاصيله ومناحيه ومستجداته وفي الوقت ذاته مشاركة إلى حد كبير في وضع الكثير من عناوينه العريضة التي سيكون لها حضور حقيقي في حياة الوطن والمواطن والطبقة العاملة بشكل خاص من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز دور الدولة واعتماد حياة المواطن كبوصلة في وضع الاستراتيجيات ووضع الكثير من العناوين والأولويات بحرفية تامة ورسم خارطة الطريق للمعالجات والحلول التي تستحق الاهتمام والتقدير كونها مرتبطة بوقائع وشهادات حية من داخل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنقابية العمالية والمعيشية. ورغم حرص القيادة النقابية على عدم التسرع في خطواتها أو في اطلاق التقييمات والأحكام العشوائية المحكومة بالظروف والتحديات من جهة وبعمر الولادة الجديدة للنقابات العمالية إلا أن ذلك لن يمنعها من إيصال رسالتها الوطنية إلى الذين يعانون من ضعف في قراءة التاريخ النقابي ولديهم عجز مزمن في فهم الثقة النقابية المدعومة بعمل جدي ومتابعة مستمرة من قبل الكوادر النقابية التي تثبت يوماً بعد يوم قدرة الحركة العمالية والنقابية على استعادة المبادرة والنهوض من جديد بالاعتماد على مرتكزات القوة الموجودة وتحديد الأولويات التي ستسهم في رفد ودعم الوحدة الوطنية وتحقيق المكاسب العمالية والنقابية والانطلاق لاعادة الاعمار وبناء المستقبل على أسس وطنية متينة راسخة رغم قسوة الظروف. وهنا نجد ضرورياً تعبئة كافة الامكانات وعلى كافة المستويات لتحقيق انتصار سورية على كافة أعدائها في الداخل والخارج... هذا النصر الذي نراه حتمياً لا خيار فيه شريطة أن نسعى جميعاً للوصول إليه وتحقيقه.. وبكافة السبل والامكانات. * بقلم رئيس الإتحاد العام لنقابات العمال فى سورية جمال القادري