سوريا > جمال القادري يكتب:سورية.. رأسك لن ينحني إلا لله.
•
وكالة أنباء العمال العرب:7-12-2015
عندما ابلغوا وزير الحربية السورية آنذاك يوسف العظمة بان جحافل المستعمر الفرنسي متوجه إلى سورية لاحتلالها , وهي في طريقة قادمة من لبنان , لم يتردد لحظة واحدة في جمع رجاله قليلي العدد والعتاد وتوجه بهم إلى موقع ميسلون حيث دارت معركة غير متكافئة استشهد على أثرها مئات المقاومين السوريين بينهم وزير الحربية . وعلى مدى الاحتلال الفرنسي لسورية لم يهنأ هذا المحتل فاندلعت مقاومة شعبية عمت أرجاء سورية وفي المحصلة تحقق النصر وجلا المستعمر الفرنسي عن ارض سورية الطاهرة بعد أن قدم أبناؤها آلاف الشهداء قرابين في سبيل استقلال بلدهم ووحدة أرضهم وسمائها . ومنذ جلاء المستعمر الفرنسي وبناء الدولة الوطنية في سورية , واصل المتربصون والأعداء بوطننا حياكة المؤامرات والدسائس ضده , لكن في كل مرة كانت دمشق بالمرصاد ومخرزاً في عين الأعداء , وشاركوا بكل ما أوتوا من قوة في دفاع عن فلسطين وقدموا الغالي والنفيس في سبيلها وكان ومازالت قضيتهم المركزية رغم الخيانة التي تلقوها من أطراف فلسطينية ادعت زوراً وبهتاناً الوقوف بصف المقاومة . الشعب السوري الذي دافع عن فلسطين وعروبتها ومقدساتها نفسه من دافع عن لبنان وعروبته ووحدته , وبفضل جيشه العقائدي تم إسقاط اتفاق الإذعان الذي فرضه العدو الإسرائيلي , وبفضل احد عشر ألف شهيد من الجيش والقوات المسلحة بقي لبنان واحداً موحداً , وبفضل سورية ودعمها المباشر للمقاومة الوطنية تم الانسحاب الإسرائيلي من معظم الجنوب اللبناني : وبدعم سورية المباشر أيضاً فشل العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006 . وسورية التي دافعت عن فلسطين ولبنان , هي نفسها من دافعت عن شعبي الكويت والسعودية وباقي شعوب دول الخليج عندما غزاهم صدام حسين , وهي من ساعد في تحرير الكويت , وكذلك وقفت في وجه الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق واحتضنت الملايين من المهجرين العراقيين الذين هربوا من بطش المحتل الجديد لبلدهم , قدمت لهم كل التسهيلات والمعونات وغيرها. سورية قلب العروبة النابض كما وصفها الزعيم العربي جمال عبد الناصر والتي قدمت القمح والماء للأردن طيلة سنوات تتعرض اليوم ومنذ خمس سنوات للغدر والخيانة والطعن من الخلف فقد تكالبت عليها شذاذ الآفاق والمجرمون والمرتزقة القادمون من أربع جهات الأرض بهدف تدنيس أرضها وتفتيت وحدتها وتقسيمها بما يتناسب وأجندات وهابية أل سعود ونظام رجب طيب اردوغان السفاح وربيب المخابرات الغربية ملك الأردن , وبما يحقق مطامع مخططات الولايات المتحدة وقوى الاستعمار القديم المتمثلة ببريطانيا وفرنسا التي تقدم كل الدعم للتنظيمات الإرهابية المسلحة التي توغل في سفك دماء أبناء الشعب السوري الذي ما استكانة يوماً ولا سكت عن من يحاول تدنيس حرمة أرضه وعرضه . وعلى مدى خمس سنوات من عمر الحرب الإرهابية التي تشن على سورية قدم أبناء الشعب السوري عشرات آلاف من الشهداء وبقوا صامدين رغم كل الضغوط والحصار والإرهاب والتهديدات , ولم يتراجعوا قيد أنملة في موقفهم وموقعهم وهم يزدادون كل يوم إصراراً على التمسك بحبهم لوطنهم وثوابتهم التي قدموا من اجلها الغالي والنفيس . سورية قالت كلمتها وأعلنت موقفها , وأبناؤها الأبطال بدعم الأصدقاء والحلفاء والأشقاء هم من يحمونها بوجه الغزاة والطامعين , وجيشها البطل المقدام يقدم يومياً أروع ملاحم البطولة والفداء ويحقق انتصارات متتالية ومتواصلة على مرتزقة الغرب ومشيخات الخليج . سورية تبقى وبفضل أبنائها الشرفاء ورغم كل الإرهاب الذي تعرضت وتتعرض له والحصار والقتل والدمار الذي شهدته , قوية منيعة على الأعداء ورأسها مرفوعاً عالياً ورايتها شامخة , ولن تحني رأسها إلا لله بينما الأعداء يتساقطون واحداً تلو الآخر. *بقلم جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال السوري