سوريا > جمال القادري يكتب :مؤتمراتنا..لا مكان للمجاملات
وكالة أنباء العمال العرب :18-1-2016
في سورية تبدأ المؤتمرات النقابية السنوية هذا العام بشكل ومضمون مختلفين يعكسان حجم الجهود الكبيرة التي بذلت العام الماضي وحجم الإنجازات التي تحققت بجهود مخلصة من قبل الاتحاد العام لنقابات العمال على كل الصعد
وبما يخدم الطبقة العاملة في سورية والتي قدمت التضحيات في سبيل استمرار الإنتاج والعمل رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهتها منذ بدء الأزمة والحرب الإرهابية على سورية حتى يومنا هذا. الهدف الأول والرئيسي للمؤتمرات النقابية هذا العام أن تكون ذات مضامين وتأثير وفعالية وتسهم بنقل العمل والعمال من مرحلة إلى أخرى أفضل وأكثر نفعا لما فيه خدمة الصالح العام وخصوصا العمال، لا أن تبقى تلك المؤتمرات عبارة عن "كرنفالات" تلقى فيها التحيات ومكاناً للمجاملات تقرأ خلالها التقارير من دون أي رجع للصدى، بل من الضروري والواجب أن تكون ملبية للطموح والآمال وأن يدرك كل نقابي أهمية دوره في العملية الإنتاجية وضرورة تلافي الأخطاء والعثرات التي رأيناها في السابق، وإلا لا معنى سيكون لأي مؤتمر إذا لم يكن هدفه الرئيس وضع النقاط على الحروف والإشارة إلى مواقع الخلل والفساد واقتراح الحلول، وإبداء الحد الأدنى من النقد والنقد الذاتي لمسيرة عام من العمل، وعلينا المصارحة والمكاشفة وأن نكون شفافين قولاً وفعلاً.. والشيء الأهم أن تنعكس مؤتمراتنا في خطط عمل واقعية قابلة للتنفيذ مع مراعاة الظروف التي تمر بها سورية جراء الحرب الإرهابية الظالمة التي تشن عليها من قوى البغي والعدوان والإرهاب. عقد المؤتمرات لن يكون النهاية، بل هو البداية لجدول عمل طويل يلبي الطموح ويحقق التفاعل والتواصل بين القواعد والقيادات ويعزز الصلة المباشرة بين الطرفين بما يسهم في تذليل كل العقبات والصعاب التي قد تحدث مستقبلاً، والجميع مطالب بأداء دوره على أكمل وجه وبما استطاع من إمكانيات، ومن هنا لا بد من العمل على محاربة الفساد والفاسدين والإشارة إليهم والعمل على عزلهم وتطويقهم والحد قدر الإمكان من تصرفاتهم وأعمالهم التي تسيء لكل مواطن سوري شريف قدم الغالي والنفيس في سبيل وطنه سورية كي تبقى عزيزة حرة أبية، لذلك لا بد من تحليل واقع عمل جميع المؤسسات والشركات من مختلف الجوانب. المؤتمرات النقابية هذا العام ستكون ساحة للرأي، فالكل مطالب بأن يقول ما لديه وأن يقدم ما يجول في خاطره من أوجاع وآلام وآمال، فالاتحاد العام بكل مكوناته هو من العامل وإليه، لذلك أن نتكلم بصراحة وشفافية سيكون أمراً مفيداً وخادماً لطبقتنا العاملة الكادحة في معاملها ومصانعها وخلف خطوط إنتاجها. التقارير المقدمة إلى المؤتمرات السنوية ستتضمن كل شيء يخص جوانب العمل والعمال في شتى المجالات، ولأن المؤتمرات تعقد لتحقيق مصلحة عامة تخدم الجميع، لا بد من إشباع تلك التقارير بالدراسة والتحليل والقراءة المتفحصة الجيدة وعدم السكوت على أي تقصير أو خلل، فالهدف من هذه المؤتمرات تحقيق الفائدة، والمطلوب ممن يحضرها أن يكون صوت العمال وضميرهم الحي، وأن يعبر عن حاجاتهم وهمومهم وأوجاعهم، وأن يسعى لتلبيتها قدر المستطاع وأن لا يألو جهدا في سبيل هذا الهدف السامي والنبيل. خلال مسيرة عام من الجهد والعمل المتواصلين قدمنا الكثير في سبيل طبقتنا العاملة ونحن اليوم مطالبون بتقديم المزيد وبكل ما أوتينا من قوة وإمكانيات لتحفيز العامل ودفعه قدماً للاستمرار في البذل والعطاء وتقديم أسباب استمرار الإنتاج وكل متطلبات المواطن اليومية وفي جميع المجالات، وبالمحصلة فإن مصلحة العمال هي الغاية الأولى والأخيرة التي نسعى لتحقيقها والوصول إليها ونقدم في سبيلها كل ما نستطيع. اليوم ومع الانتصارات المتتالية التي يحققها بواسل الجيش العربي السوري والقوى المؤازرة بمساندة الأصدقاء والحلفاء، المطلوب أن نكون على مستوى التضحيات والبطولات التي يقدمها أبطال الجيش، وعلى مستوى آمال طبقتنا العاملة التي ترى في ممثليها في اللجان النقابية سفراء لها إلى المؤتمرات النقابية تنقل همومها ومطالبها المحقة دوماً. ولأن الأمور بخواتيمها، لا بد أن نعمل مجتمعين لتخرج المؤتمرات النقابية السنوية بجملة من الأمور والأهداف والمقترحات القابلة للتنفيذ، وتلافي المشاكل والعقبات التي واجهتنا خلال الفترة الماضية وإيجاد الحلول المناسبة لها، وبما يحقق التقدم في عمل النقابات والاتحادات ويعكس آمال وطموحات جماهير الطبقة العمالية على امتداد ساحة الوطن.
*بقلم جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية