الوفاء : 30-4-2018 انعقاد أعمال المجلس العام لاتحاد عمال سورية بدورته العاشرة الهلال: ضرورة إعادة بناء الانسان وإعطاءه الأولوية وتفعيل المؤسسات التي تبني الفكر لمواجهة الفكر الإرهابي عزوز : ملف الشهداء في مقدمة أولوياتنا السباعي:المعركة الاقتصادية لا تقل أهمية عن معركة التحرير القادري: ما أنجزه الاتحاد العام كان بفضل التعاون مع المفاصل التنفيذية المختصة ومع القيادة القطرية
انطلقت أعمال المجلس العام بدورته العادية العاشرة بحضور الرفيق هلال الهلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي والرفيق محمد شعبان عزوز عضو القيادة القطرية رئيس مكتبي العمال والفلاحين القطري والرفيق عمار السباعي عضو القيادة القطرية رئيس المكتب الاقتصادي والرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال سورية. افتتح الرفيق جمال القادري أعمال المجلس بتقديم عرض لأعمال المكتب التنفيذي خلال الفترة المنصرمة بين دورتي المجلس التاسعة والعاشرة، مؤكداً أن ما تم انجازه كان بالتعاون مع المفاصل التنفيذية المختصة ومع القيادة القطرية التي لم تبخل بتقديم كل الدعم والتوجيه للقضايا العمالية التي واجهنا فيها بعض التردد بالإنجاز فكانت قضايا منظمتنا العمالية في مقدمة اهتمامهم وأولوياتهم. وتابع المجلس أعماله بتقديم الرفاق الحضور مداخلاتهم التي شملت عدة جوانب أهمها المطالبة بزيادة حقيقية على الرواتب تتناسب مع ظروف المعيشة الصعبة و دعم القطاع وتطويره من أجل الارتقاء به لمواكبة التطورات الحاصلة، وضرورة تطوير العمل الفكري اجرائياً من خلال ترميم دور الثقافة وإعادة تفعيل دور المكتبات العامة وإدخال أساليب علمية ووطنية تكرس الحالة الوطنية بشكل أعمق مع ضرورة تكريس الحالة الوطنية في مناهجنا، كما تمت المطالبة بصرف مستحقات عمال منظمة اتحاد الفلاحين بحمص المتقاعدين والذين مضى على تقاعدهم أكثر من سنة ونص إذ أن المنظمة لم تحوّل رواتبهم إلى التأمينات الاجتماعية، وتجددت المطالبة بتعديل قانون العاملين الأساسي في الدولة كما طالب البعض بإعادة هيكلة المؤسسات والشركات الاقتصادية لتتناسب مع المتغيرات الاقتصادية والواقع الاقتصادي وإعطائها المرونة الكافية للعمل بعيداً عن الروتين والتعقيدات التي تقيدها وتجعل إداراتها مترددة في اتخاذ قرارات حاسمة والعمل على إعادة إعمار الشركات التي تضررت بشكل جزئي لعودتها للعمل بأقصى سرعة، إضافة إلى ضرورة إحداث وزارة خاصة تعنى بأسر الشهداء والجرحى والمفقودين. وتركزت مداخلة محافظة طرطوس على المطالبة ببناء صوامع لتخزين المواد الأولية لصناعة الأعلاف بدلاً من استئجارها وضرورة تصريفها حيث أن المستودعات لا تستوعبها ولا تؤمن التخزين الجيد لها بسبب وجود كميات هائلة من الأعلاف تقدر بالملايين حرصاً على عدم تعرض الأعلاف للتلف وما قد تسببه من آثار سلبية تعم على المطحنة والعمل لدى الجهات الوصائية من أجل استملاك البلوك رقم /3/ في المقالع لتأمين المواد الأولية لصالح معمل إسمنت طرطوس وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار لتفادي أي نوع من أنواع الهدر مع ضرورة معالجة مادة الكلينكر المكدسة بكميات كبيرة وإيجاد طريقة لتصريفها بدلاً من تعرضها للتلف، كما طالبوا بإحداث معمل لف السجائر باعتبار المحافظة من المحافظات المتقدمة بزراعة التبغ وما تشكل هذه الخطوة من أهمية اقتصادية بسبب توفر المواد الأولية مع توفر اليد العاملة خاصة من ذوي الشهداء علماً أن المبنى اللازم لإقامة المعمل جاهز، كذلك اعتبار محاصيل الزيتون والحمضيات من المحاصيل الاستراتيجية أسوة بمحاصيل القمح والقطن وفتح أسواق تصريفية خاصة لهاتين المادتين كونهما تحظيان بسمعة عالية من ناحية الجودة والنظافة وخلوها من العناصر الملوثة، كما تركزت مداخلات المناطق الشرقية على ضرورة إنشاء مخبز يذهب ريعه لذوي الشهداء والجرحى في محافظة الحسكة، وتعويض فلاحي الحسكة نظراً لانحسار الأمطار هذا العام وبالتالي تأخر المحاصيل الاستراتيجية ، إضافة إلى المطالبة بالإسراع بإجراء المصالحات الوطنية في محافظة الرقة والنظر بأوضاع العمال الذين هم بحكم المستقيل بسبب الحرب وإعادتهم إلى الجهات العامة، كذلك الإسراع بتأهيل المعامل والمنشآت المدمرة بسبب الإرهاب في المحافظة، و فتح طريق بين الرقة وحلب لتسهيل الحركة. من جانبه أكد الرفيق محمد شعبان عزوز أن الطروحات والمداخلات تميزت بالوعي والتأكيد على الثوابت الوطنية، مشيراً إلى أن الحزب يولي اهمية كبيرة لملف الشهداء، حيث تم تشكيل هيئات لرعاية أسر الشهداء في المحافظات، مشدداً على ضرورة أن تكون التكريمات المقدّمة لأسر الشهداء في إطار منظم بعيد عن كاميرات الإعلام. وأشار عزوز إلى وجود دراسة في فروع الحزب واللجان الأمنية لتمييز بين الشهداء الذين ارتقوا في مواجهة الإرهاب وبين من استشهدوا بالقذائف والتفجيرات الإرهابية، مع ضرورة وجود خدمات عينية في كل محافظة تقدّم لأسر الشهداء الذين قدموا فلذات أكبادهم فداء للوطن. وكشف عزوز عن اقلاع مخبز في فرع حلب يقدم الخبز مجاناً لأبناء الشهداء مع وجود توجه في محافظتي طرطوس وحمص لإقامة مخابز مماثلة و تم الطلب من كل فروع الحزب في المحافظات تأمين قطع أراضي لإنجاز هذا المشروع . ولفت عزوز إلى ضرورة التمييز بين المصروفين من الخدمة ومن هم بحكم المستقيل إذ أن المصروفين من الخدمة أغلبهم كانوا يحملون السلاح في وجه الجيش ويحاربون مع المجموعات الإرهابية المسلحة ووضعهم يختلف كلياً عن العمال الذين هم بحكم المستقيل والذين تتم معالجة أوضاعهم حالياً، وفيما يخص عمال منظمة اتحاد الفلاحين وعدم حصولهم على رواتب التقاعد أوضح عزوز أن عدم تسديد صاحب العمل للتأمينات الاجتماعية لا يمنع حصول العاملين على رواتبهم التقاعدية، وأن مشكلة عمال المنظمة الفلاحية في طريقها إلى الحل. بدوره أكد الرفيق عمار السباعي أن المداخلات التي طرحت خلال أعمال المجلس هامة جداً وستتم متابعتها ليصار الى تنفيذها، مشيراً إلى ضرورة أن تكون هناك رؤى واضحة للمقترحات المقدمة وآليات عمل جديدة تتناسب مع عمل الاتحاد ومتطلبات الاقتصاد الوطني، موضحاً أن المعركة الاقتصادية لا تقل أهمية عن معركة التحرير فالعناوين كثيرة والتفاصيل أكثر، وقدّم السباعي ملخصاً لما قامت به القيادة في محافظة الرقة بعد أن تم تحرير 40% منها حيث تركزت جهود القيادة باتجاه إعادة كل الإدارات والقيادات القطرية إلى المناطق المحررة وإصدار قرار بتشكيل مكتب تنفيذي جديد في المحافظة كما تم تأمين محطات الوقود المتنقلة لهذه المناطق، إلى جانب تأمين المستلزمات الزراعية للفلاحين في المحافظة. بدوره نقل الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس هلال الهلال تحية ومحبة السيد الرئيس بشار الأسد للطبقة العاملة التي تقف وقفة عز إلى جانب الجيش العربي السوري الرديف الحقيقي وصمام الأمان. وقال هلال: نفتخر بأننا أبناء هذه الطبقة حيث يتزامن انعقاد مجلسكم ومنجزاتكم مع إنجازات الجيش العربي السوري والقوى الرديفة التي جعلت من سورية عزيزة منيعة، وهذا اللقاء فرصة خيّرة معطاءة في هذا التواتر الزمني الهام جداً، مؤكداً أن مردود أي اجتماع في أي لحظة يكمن بمقدار ما يقدم من نتائج ملموسة وليس لأجل الخروج في "بروباغندا إعلامية"، وبالتالي علينا في نقاشنا مع السلطة التنفيذية أن تكون مطالبنا عقلانية وأن نطرح ما يمكن تنفيذه مع مراعاة الأوضاع السائدة، مؤكداً على وجود قضايا مهمة وعميقة يجب على القيادات النقابية تمثيلها بكل أخلاقية وأن تسخّر من خلال عمل ميداني بهدف الوصول إلى نتائج إيجابية، إضافة إلى دورهم المفصلي بالكشف عن حالات الفساد والخلل وإظهارها لأن من يفسد في هذه الظروف على حساب دماء الشهداء والجرحى لا يقل بإجرامه هذا عن إجرام المجموعات الإرهابية المسلحة لذلك مسؤوليتنا بهذا الاتجاه كبيرة وأن يكون ديدننا بعيداً عن التنظير. وأكد الهلال أن ما تم طرحه من ضرورة تحسين الوضع المعيشي وزيادة الرواتب هو مسألة ملحّة وهاجس للجميع سواء في الحكومة والقيادة لكن الأولوية حالياً تكمن في إعادة عجلة الانتاج التي تساهم بتحسين الوضع المعيشي لكافة شرائح المجتمع. وشدد الهلال على ضرورة تعرية تجار الأزمات الذين تفاقموا خلال سنوات الازمة وهناك تعليمات قاسية بهذا الاتجاه واللجان الأمنية معنية في بتر هذه الحالات. من جانب آخر أشار الهلال إلى أن موضوع الشهداء يأخذ الحيّز الأكبر في إعطاء ذويهم ما يستحقون فالجميع معني بهذا الموضوع وقد تم تشكيل هيئات في المحافظات لهم، بعضها انطلق وشكل جمعيات ومؤسسات يذهب ريعها لذوي الشهداء، حيث تم اتخاذ قرار بناء فرن آلي في كل محافظة يؤمن الخبز مجاناً لأسر الشهداء وبدأت هذه الفكرة في بعض المحافظات فهذا المشروع هو نواة لعمل مؤسسي يجب الانطلاق منه نحو الأفضل، فنحن لا نريد المزاودة والمتاجرة بدماء هؤلاء الأبطال فالعبرة ليست بالمسميات إنما العبرة بتقدير تضحياتهم وتقديم ما يستحقون. وتحدث الهلال عن ضرورة إعادة بناء الانسان وإعطاءه الأولوية أكثر من بناء الحجر، فالفكرة ليست في زيادة عدد المراكز الثقافية بل باستثمار هذه المراكز لإيصال الفكر النيّر لكل أفراد المجتمع بشكل صحيح. وختم الهلال حديثه قائلاً: أطمئن الجميع على الأوضاع العسكرية الراهنة فالأمور تقاد بحكمة ودراية القائد العظيم بشار الأسد وبطولات جيشنا الذي لا توجد بقعة في سورية عصيّة عليه لكن هناك أولويات وبعد سياسي وجيوسياسي عميق ولن يهنأ لنا عيش حتى يتحرر كل شبر من ارض سورية ففرحة النصر نعيشها اليوم بفضل أبناء الطبقة العاملة والشعب الذي احتضن الجيش هذا الجيش الذي قدم التضحيات الجسام وبفضل حكمة وصلابة قائد هذا الوطن بشار الأسد |