الوفاء : 3-12-2018 خدمة المواطن ومكافحة الفساد هما الأساس... / بقلم الرفيق جمال قادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال تميزت أجندة العمل النقابي خلال السنوات القليلة الماضية بكل ظروفها الاستثنائية، بأنها استطاعت المحافظة على توازنها وممارسة دورها الريادي في حياة الطبقة العاملة والقيام بمهامها على أكمل وجه وتصدت للتحديات كما كان متوقعاً منها بكفاءة وقدرة عالية، ولم توهن أو تضعف رغم الإرهاب والإجرام الذي طال الطبقة العاملة كما بقية فئات الشعب، بل تفاعلت بجدارة مع نبض الشارع ورغبة أبناء الشعب وأسقطت كل الرهانات على صلابة مواقفها المساندة والداعمة للوحدة الوطنية ووقوفها بكل قوة وثبات خلف بواسل الجيش العربي السوري وهم يواجهون أعتى حرب كونية إرهابية عرفتها البشرية. وانطلاقاً من ذلك لم ينكفئ أو يتراجع التنظيم النقابي قيد أنملة عن أهدافه وتوجهاته في الدفاع عن وحدة البلد وسيادته وبنائه واستقلالية قراره الوطني، فكثف حضوره داخلياً وخارجياً وفعّل أداءه داخل الحياة العامة بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والمعيشية، وأعاد ترتيب أولوياته تجاه القضايا المطلبية كما يتطلب الواقع وتفرضه الأحداث دون التفريط بالحقوق العمالية أو التخلي عن المسؤوليات والالتزامات تجاه العمال الذين واصلوا العمل والإنتاج وضخ الحياة من جديد في خطوط إنتاجهم لتأمين مقومات الصمود والاستمرار في معركتنا ضد الإرهاب وداعميه. المنظمة النقابية ممثلة بالاتحاد العام لنقابات العمال ومن خلال تعاملها الواعي مع الواقع وتفهمها الوطني لحقيقة الأوضاع تصدرت منظومة العمل النقابي، وكانت بكل ما تمثله من وضوح الرؤية والأفق والحضور شريكاً في الانتصارات التي تحققت على امتداد الجغرافيا السورية بفضل تضحيات أبطال الجيش العربي السوري، فالعمال كانوا ومازالوا الرديف الأساسي لهذا الجيش العقائدي وكانوا بتعاونهم الكبير مع الجهات التنفيذية شركاء حقيقيين في خدمة المصلحة العامة لما فيه تعزيز الصمود. وأمام المشهد الحياتي الحالي تقدم النقابات أنموذجاً حقيقياً للعطاء والتفاني بالعمل من خلال سلسلة لامتناهية من الإجراءات الداعمة لأبناء الطبقة العاملة، وتنظر إلى التعديلات الوزارية التي طالت بعض الحقائب الوزارية من باب تفعيل الأداء وضبط إيقاع العمل باتجاه المزيد من الفاعلية، فتعامل التنظيم النقابي مع أي وزارة كان قائماً على معايير الأداء الجاد والفعال في حياة الناس وعلى هذا الأساس بنت علاقاتها وتبنت مواقفها تجاه العمل الحكومي. وطبعاً الثقة التي منحت من خلال التعديل الوزاري تشكل بحد ذاتها نقطة انطلاق جديدة في التعاون والعمل من أجل معالجة العديد من الملفات المعيشية والعمالية التي لا يمكن تأجيلها أكثر من ذلك ولابد من تسريع الخطوات نحو حلحلة العقد المستعصية فيها والوصول إلى صيغة نهائية تؤسس لمرحلة ما بعد الأزمة وتحدد المهام والواجبات والأدوار في مرحلة إعادة الاعمار.. ولابد هنا التأكيد على أن الدور النقابي سيكون حاضراً بقوة في مفاصل العمل في كافة المؤسسات والوزارات لدفع العملية الإنتاجية وإدارة عجلتها، ولن يتوانى في الإشارة إلى أي تقصير وطرح القضايا والمطالب بكل جرأة وموضوعية وكشف مواقع الخلل وملاحقة الفاسدين ومحاربة الفساد، كما وجه السيد الرئيس بشار الأسد "لن تتم ملاحقة الشخص الفاسد فقط وإنما يجب ضرب البيئة الفاسدة بما يخفف من أولئك الموظفين أو المسؤولين الفاسدين وعندها تصبح عملية المحاسبة والملاحقة أسهل وتصل إلى نتائج أفضل". إن تأكيد سيادته على أن "الشعب بجميع فئاته صبر وضحى وفي المقدمة القوات المسلحة وكل من وقف معها ومن حق كل من صبر وقدم أن يرى نتائج هذا الصبر" يحتم على الجميع العمل بأقصى طاقته وأن لا يدخر جهداً في تحسين مستوى أدائه لتقديم الأفضل لمن قدم الغالي والنفيس في سبيل الوطن وعزته وكرامته، ومن هنا فعلى كل مسؤول أن يكون في خدمة المواطن كما أكد الرئيس الأسد. إن الحركة النقابية إذ تبارك للوزراء الجدد ثقة السيد الرئيس بهم، تؤكد في الوقت نفسه على ضرورة تحقيق المزيد من الفاعلية والتنسيق والتعاون المشترك بين التنظيم النقابي والحكومة في كل ما من شأنه تحسين الوضع المعيشي للمواطنين وخدمة البلد وإعادة إعماره بأيدي عمال سورية الذين نذروا أنفسهم من أجل شعبهم ووطنهم والتفوا حول قائدهم الصامد والحكيم السيد الرئيس بشار الأسد الذي وجّه الحكومة بالقيام بخطوات عاجلة تحقق نتائج سريعة يلمسها المواطن. |