الوفاء : 18-3-2019 يا عمال سورية في الثامن عشر من آذار نستذكر بإجلال وتقدير ذلك الحدث التاريخي المهم في حياة الطبقة العاملة السورية وحركتها النقابية المتمثل بتأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال. فقبل إحدى وثمانين عاماً اتخذ عمال سورية بمختلف توجهاتهم واختصاصاتهم، وفي اليوم المذكور قرارهم التاريخي الاندماج في تنظيم نقابي واحد طبقي الهوية وطني التوجه، لتطوي الحركة النقابية السورية مع ميلاد الاتحاد حالة التشرذم والتشتت التي كانت تسود الوسط النقابي السوري قبل تأسيس الاتحاد، ولتبدأ بعد التأسيس حقبة جديدة من العمل والنضال النقابي الموحد في سبيل حقوق العمال وحرياتهم وحمايتهم من الاستغلال وفي سبيل عزة الوطن واستقلاله وقضايانا التحررية العادلة. إن هذه الوحدة وحدة الصف والأهداف وحدة الحركة النقابية السورية بقيت صلبة لم تنل منها المتغيرات الدولية ولا محاولات المراكز النقابية الدولية المرتبطة بالإمبريالية الصهيونية التي كانت طعماً ساماً أسهم في مقتل منظمات نقابية عريقة في أكثر من منطقة من العالم ضمنها للأسف العديد من الأقطار العربية. إن توطد الوحدة النقابية السورية وترسخها هو إنجاز يدعو للفخر والاعتزاز لأنه يعكس وعياً نقابياً رفيعاً ترجم عملاً مثابراً لمواجهة تحديات وأخطار كل الحقب المتعاقبة منذ أكثر من ثمانية عقود وفي مقدمتها خطر الاحتلال وتحديات التحرير والتنمية الشاملة المستدامة التي تضمن العدالة والاستقلال الاقتصادي والتقدم الاجتماعي. ويسجل التاريخ لعمال سورية وحركتهم النقابية الموحدة بقيادة الاتحاد العام لنقابات العمال أنهم لم يتوانوا يوماً عن أداء الواجب الوطني..ففي معارك النضال ضد الاحتلال الفرنسي انخرط عمالنا بكل قوتهم وبمختلف أساليب الكفاح الوطني وقدموا ارواحهم فداء لإنجاز الاستقلال الوطني وعندما أنجز الاستقلال خاض عمالنا نضالات مشرفة ضد عهد الانفصال الأسود، وساهموا أيضاً في مجهودات التنمية والبناء التي تمت بعد ثورة البعث والتصحيح والتحديث وفي مواجهة كل أشكال التآمر والحروب والحصارات الجائرة المفروضة على وطننا وشعبنا مع التأكيد على استعادة الجولان المحتل والحقوق الوطنية والقومية السليبة. إننا إذ نؤكد اعتزازنا بهذا السجل المشرف لحركتنا النقابية نعاهد بأن نبذل كل ما يرفد هذا السجل بالجديد المشرف وفاء لمن سبقنا من أجيال عمالية – نقابية، وإغناء لمسيرة اتحادنا النضالية التي لم تهادن المحتل يوماً أو تفرط بحق من حقوق العمال وحرياتهم وضماناتهم ومكتسباتهم. يا عمال سورية تحل الذكرى الحادية والثمانين لتأسيس اتحادنا في وقت مازلنا نخوض جيشاً وشعباً وقوى وطنية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد أشرس حرب عدوانية نواجهها منذ أكثر من ثمانية أعوام وهي حرب شاملة المجالات والميادين تستهدف جميع السوريين الأحرار الشرفاء وترمي إلى إدامة استنزاف سورية وتركيعها وتحقيق ما عجزت التنظيمات الإرهابية والمرتزقة عنه رغم ما مارسته هذه التنظيمات من إجرام منظم وقتل مبرمج بدعم وتسليح وتمويل من دول أصبحت معروفة للجميع وهي اليوم يتحدث ساستها عن المليارات التي دفعوها لتدمير سورية وضرب نهجها الوطني التحرري وتمسكها بالثوابت الوطنية والقومية. إن توسيع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب والحصارات الجائرة والظالمة وتكثيف الحرب الإعلامية والتضليل كما أكد السيد الرئيس بشار الأسد يعني أن القوى الباغية المعتدية على وطننا وشعبنا مازالت على بغيها وعدوانيتها ما يرتب علينا مسؤوليات مضاعفة كعمال ونقابيين معنيين بتدعيم صمودنا الوطني وصون وحدة الوطن واستقلاله وسيادته ومعنيين أيضاً لا بل مطالبين برفد الإنجازات العظيمة التي يحققها جيشنا العربي السوري الباسل في حربه على الإرهاب وتصديه البطولي لكل أشكال العدوان الإمبريالي – الصهيوني . إن هذه الإنجازات التي تقرب في كل يوم ساعة الانتصار الكامل وتحرير كل شبر من أرض الوطن من الإرهاب والمحتلين ستبقى محط تقدير كل عمال وعاملات سورية ممن لم يتوانوا يوماً عن أداء الواجب الوطني فكانوا طيلة سنوات الحرب جنوداً في مواقع عملهم يعملون على توفير احتياجات صمودنا الوطني وقدموا أرواحهم في سبيل الوطن أيضاً. إننا اليوم مدعوون إلى المزيد من العمل في سبيل زيادة الإنتاج وإصلاح ما دمره الإرهاب وتوسيع التعاضد ومن خلال المشاركة في المصالحات الوطنية والتكاتف المجتمعي واطلاق مبادرات عمالية تنصب على مواجهة تبعات الحصارات الجائرة والعقوبات الأحادية وتعيد الألق والاعتبار للاكتفاء الذاتي في أساسيات الحياة. وتسعى إلى إعادة بناء الإنسان قبل أي بناء آخر، كما دعانا قائد مسيرتنا المظفرة السيد الرئيس بشار الأسد مراراً وتكراراً. يا جماهير سورية الأبية في ذكرى تأسيس اتحادنا العام نؤكد مجدداً التزامنا بالعمل لما فيه الصالح العام وبما يعيد الأمن والأمان لربوع وطننا. ولعمالنا في ذكرى التأسيس نؤكد أننا سنعمل بلا هوادة متبنين انشغالاتكم وقضاياكم والعمل لتلبية مطالبكم المحقة ونسعى لتوسيع ضماناتكم وندافع بثبات عن حقوقكم وحرياتكم وإنجازاتكم وتحسين الوضع المعيشي وزيادة الدخول التي تآكلت على وقع الحرب العدوانية والحصار والعقوبات وسنستمر في الدفاع عن القطاع العام الذي بنته أجيالنا المتعاقبة وسنواصل سعينا لمواجهة أي توجه يطال من هذا القطاع مع العمل لإصلاحه وتوسيعه وتحديثه ولن نتوانى عن محاربة الفساد والمفسدين والمتاجرين بلقمة عيش المواطن وحاجاته الأساسية إضافة إلى دعم القطاع الخاص وإزالة المعوقات من أمامه ليأخذ دوره كاملاً في الإنخراط بعملية التنمية الوطنية. وفي ذكرى تأسيس الاتحاد نؤكد مجدداً على رعاية عائلات الشهداء والجرحى من أبناء الطبقة العاملة ومساعدة العمال الأشد احتياجاً ليتمكنوا من مواجهة أعباء الحياة والعيش الكريم. يا عمال سورية نعاهدكم أن نواصل العمل والكفاح لتدعيم مسيرة نضالنا بكل ما هو مشرف تدعيماً لما سبقها من إنجازات ومكتسبات. تحية إلى أرواح المؤسسين الأوائل.. ولشهداء الوطن نحني هاماتنا إجلالاً وتقديراً.. تحية إلى شعبنا الصامد وجيشنا الباسل نقول لهذا الجيش وبفخر أصبحت مدرسة ننهل منها معاني التضحية والفداء.. في الذكرى ال ٨١ لتأسيس الاتحاد العام نجدد عهد الوفاء للوطن وقائده المفدى السيد الرئيس بشار الأسد. وكل عام وعمال سورية بألف خير دمشق 18/3/2019 المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال في الجمهورية العربية السورية |