الوفاء : 29-5-2019 على المنظمة أن تلعب دوراً في الضغط على الحكومات المتداخلة في الحرب على سورية لوقف دعمها للإرهاب ورفع الحصار الاقتصادي الجائر
استقبل رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الرفيق جمال القادري بعد ظهر اليوم وفداً من منظمة العمل الدولية، ضم كلاً من مصطفى سعيد مسؤول دور النقابات والعمال في مكتب المنظمة ببيروت، وسايمون هايز مسؤول قضايا عمل الأطفال وأسوأ أشكال عمل الأطفال في مقر المنظمة بجنيف، وفريدا خان خبيرة المساواة بين الجنسين في بيئة العمل في مكتب المنظمة ببيروت، ولينا رماح المنسق الوطني لتنفيذ برامج منظمة العمل الدولية في سورية. وتم خلال الاجتماع بحث إمكانية مشاركة منظمة العمل الدولية في إعادة إعمار وبناء ما دمرته التنظيمات الإرهابية، والاستفادة من خبرات المنظمة في شتى المجالات خصوصاً في تصميم برامج عمل محددة. وأعرب القادري عن ارتياحه لعودة المنظمة الدولية للعمل في سورية بعد انقطاع دام سنوات عدة، وأهمية إعادة إطلاق البرامج المشتركة بين الجانبين، خصوصاً في هذه الظروف التي تمر بها البلاد والحرب المستمرة عليها منذ أكثر من ثماني سنوات وما يرافقها من حصار اقتصادي جائر وإجراءات قسرية أحادية الجانب من قبل الدول المتداخلة في الحرب على سورية والتي تستهدف المواطن السوري في لقمة عيشه وقوت يومه. ولفت رئيس الاتحاد العام إلى أن الحرب والحصار المفروضين على سورية تسببا في زيادة نسبة الفقر وتسرب نسبة من الأطفال من المدارس ما أدى إلى ظهور عمالة الأطفال التي انتشرت مؤخرا جراء فقدان الكثير من الأسر السورية منازلهم ومعيلهم ومصادر رزقهم واضطرارهم لترك مناطقهم وكل ذلك سببه جرائم الإرهاب بالدرجة الأولى والأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة الناجمة عن الحصار الاقتصادي والإرهاب المدعوم من قوى أصبحت معروفة للقاصي والداني. وأوضح القادري أن الحرب على سورية أرخت بظلالها على كل شرائح المجتمع، والعبء الأكبر كان على أصحاب الدخل المحدود والشرائح الفقيرة، والطبقة العاملة باعتبارها الشريحة الأوسع تعرضت بشكل مباشر لآثار الإرهاب وتداعياته، لافتاً إلى أن الاتحاد العام لنقابات العمال وجد نفسه -باعتباره الجهة التي ترعى حقوق العمال الذين تعرضوا للاستهداف في مواقع عملهم وأماكن سكنهم وباصات مبيتهم ما أدى ارتقاء آلاف العمال شهداء وتعرض الآلاف أيضاً لإعاقات دائمة- أمام تحديات كبيرة لم تكن موجودة سابقاً، أولها المساهمة في إعادة دمج العمال المصابين خصوصاً أصحاب الإعاقات في سوق العمل، والمساهمة في تصحيح الاختلال الذي حصل في سوق العمل جراء الانزياح السكاني الذي جاء نتيجة الإرهاب والحصار. وقدم القادري لوفد منظمة العمل الدولية شرحاً للخطوات التي قام بها التنظيم النقابي لدعم العمال في ظل الظروف الصعبة الناشئة على وقع الحرب الإرهابية على سورية، مشدداً على ضرورة تسهيل عودة المهجرين السوريين في الخارج إلى بلدهم بعد أن تحقق الأمن والاستقرار في معظم الأراضي السورية وتأمين معظم الخدمات للمناطق المطهرة من الإرهاب، ولافتاً في الوقت نفسه إلى أهمية تأمين العمالة النوعية خصوصا لمرحلة إعادة الإعمار وتصميم برامج دورات تدريبية لهذا الغرض، لذلك من المهم أن تقوم منظمة العمل الدولية بتقديم الدعم في هذا المجال. وأشار رئيس الاتحاد العام إلى أن سورية حققت في الفترة قبل الحرب عليها معدلات تنمية كبيرة لا مثيل لها في المنطقة، إلا أن نسبة الفقر زادت بعد بدء الحرب والحصار على أبناء الشعب السوري، ونتيجة لسيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة على سلة الثروة السورية في المنطقة الشمالية ما حرم الخزينة من موارد ضخمة كانت تستثمر في برامج التنمية وتحسين الدخل والوضع المعيشي. ودعا القادري منظمة العمل الدولية إلى الضغط على الحكومات المتداخلة في الحرب على سورية لوقف دعم الإرهاب ورفع الحصار الاقتصادي الجائر، وضرورة إقامة المشاريع المتعلقة بتمكين اللاجئين في سورية وليس في دول اللجوء وبذل الجهود للمساهمة في عودتهم إلى مناطقهم ومدنهم. ولفت رئيس الاتحاد العام إلى أن قوانين العمل في سورية لم تفرق بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، وقال: نحن في الاتحاد العام قمنا بعدة مبادرات لتمكين المرأة العاملة منها مبادرة لتعليم المرأة العاملة مهنة منزلية تدعم دخل الأسرة، وأقرينا نظاماً لإنشاء صندوق لدعم الأسرة العاملة بهدف تحسين وضعها المعيشي وبما يسهم في الحد من عمالة الأطفال. من جهته أعرب سعيد عن سروره لعودة المنظمة إلى نشاطها وبرامجها في سورية مؤكدا الاستعداد التام لتقديم أي عون ومساعدة في مرحلة إعادة الإعمار وتصميم برامج تسهم في الحد من التسول وعمالة الأطفال. وكذلك المساهمة في التدريب والتأهيل المهني. بدوره قال هايلز إن المنظمة عادت إلى سورية بعد استقرار الأوضاع فيها ولدينا معها علاقات تعاون مشترك قديم. ولفت إلى أن الورشة التي ستعقد غداً ستبحث مواضيع عدة أهمها المساواة بين الجنسين في أماكن العمل ومكافحة العمل القسري وأسوأ أشكال عمالة الأطفال من ضمن مواضيع أخرى وإمكانية التعاون المشترك المستقبلي، حيث أن لدى المنظمة خبرات كبيرة في عدة دول وهناك إمكانية لنقل هذه الخبرات إلى سورية بالنظر إلى الحاجات الطارئة التي تمر بها. وأكد أنه يجب العمل على القضاء على عمالة الأطفال وللمنظمة تاريخ كبير في هذا المجال ومن الضروري التعاون مع المنظمات الدولية المعنية بهذه المسائل كاليونيسيف حتى يعود الأطفال لطفولتهم. إلى ذلك شددت فريدا خان على أهمية المبادرات التي طرحها الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية ومنها تمكين المرأة مهنياً من أجل منع عمل الأطفال. وتحدثت عن أهمية المساواة بين الجنسين وخاصة في أماكن العمل وفي ظروف الحرب حيث اضطرت المرأة في سورية أن تكون في مهن جديدة وضرورة إتاحة العمل اللائق للنساء ما سيساعدهن على عدم إرسال أطفالهن للعمل أو التسول. وأكدت أن الورشة التي ستقام غدا ستؤكد على هذه المبادئ وعلى التدريب المهني الذي من الممكن تقديمه للنساء لمواجهة طبيعة الأعمال الجديدة. حضر اللقاء الرفيق إبراهيم عبيدو نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال. |