الأربعاء ١٩ آذار ٢٠٢٥ يتابع الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين بقلق بالغ واستنكار شديد التصعيد العسكري الخطير الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء، بينهم الأطفال والنساء ، والشيوخ، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية، وفي تحدٍ واضح لإرادة المجتمع الدولي الذي دعم اتفاق وقف إطلاق النار وسعى إلى ترسيخ الاستقرار في المنطقة. إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من قصف همجي وعدوان متواصل يعكس نهجًا إسرائيليًا ممنهجا يهدف إلى تقويض فرص السلام، وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، وفرض سياسة العقاب الجماعي على المدنيين العزّل. لقد بات واضحًا أن استمرار هذه الاعتداءات الوحشية يأتي ضمن مخطط مبيت يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ، وجعل الحياة فيه مستحيلة، في محاولة يائسة لتغيير الواقع الديموغرافي والسياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإزاء هذا الوضع الإنساني الكارثي، فإن الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين يؤكد على الإدانة الكاملة للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ، ويرى فيه جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ، واتفاقيات جنيف ، وقرارات مجلس الأمن الدولي. إن الاستهداف الممنهج للمدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومراكز الإغاثة، يعد عملاً غير إنساني يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية. كما يطالب الاتحاد الحر المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكافة الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لوقف هذه المجازر الوحشية فورًا، والعمل على إجبار إسرائيل على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، ومنع أي تصعيد عسكري إضافي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية والمعاناة الإنسانية، كما يدعو الاتحاد إلى فتح ممرات إنسانية آمنة بشكل فوري لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة، والعمل على تأمين الاحتياجات الأساسية للسكان من غذاء ودواء ومستلزمات طبية . كما يدعو إلى تسهيل عملية إجلاء الجرحى لتلقي العلاج، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين. وجدد الاتحاد الحر موقفه الثابت والداعم للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال، وإقامة دولته المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني ، وعاصمتها القدس الشريف . إن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والعيش بحرية وكرامة، هو حق ثابت تكفله كافة المواثيق والقوانين الدولية. كما أكد الاتحاد رفضه بشكل قاطع سياسة التهجير القسري التي تسعى إسرائيل إلى فرضها على سكان قطاع غزة، ويعتبر هذه السياسة محاولة مكشوفة لتغيير التركيبة السكانية للقطاع ، وتهديدًا للهوية الفلسطينية . إن استمرار هذه السياسات العدوانية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة. كما يؤكد الاتحاد على تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني في هذه المحنة العصيبة، ويشيد بصموده الأسطوري في وجه آلة الحرب الإسرائيلية. كما يدعو الشعوب العربية والإسلامية وكافة أحرار العالم إلى التعبير عن دعمهم للشعب الفلسطيني، وممارسة الضغوط على حكوماتهم لاتخاذ موقف واضح من هذه الجرائم، ودعا الاتحاد كافة القوى الفلسطينية إلى تغليب لغة الحوار والوحدة الوطنية في مواجهة هذا العدوان الغاشم، والعمل على تنسيق الجهود لمواجهة التحديات الكبرى التي يفرضها الاحتلال. إن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. نبتهل إلى الله عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يحفظ أهلنا في فلسطين من كل سوء، ويثبتهم على الحق، وينصرهم على أعدائهم. |
