22 نيسان 2025 
تحوّل البيض، أحد المكونات الأساسية على موائد الإفطار، إلى عبء مالي متزايد على الأسر الأوروبية، بعدما كان يُعرف لسنوات طويلة بأنه "غذاء الفقراء". فلم تعد المسألة مجرد موجة غلاء عابرة، بل باتت أزمة اقتصادية متفاقمة تغذيها أزمات صحية، واضطرابات في الإنتاج، وتقلبات السوق العالمية، ما أثار قلق المستهلكين وصنّاع القرار على حد سواء. وأظهرت أحدث بيانات "يوروستات" أن أسعار البيض في دول الاتحاد الأوروبي ارتفعت في مارس 2025 بنسبة 6.7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتصدرت جمهورية التشيك قائمة الدول الأكثر تضررًا، حيث قفزت الأسعار بنسبة 46%، تلتها سلوفاكيا بـ29.8%، والمجر بـ26.1%، ما يعكس تفاوت تأثير الأزمة بين دول الاتحاد. هذا الارتفاع يأتي ضمن سلسلة زيادات متواصلة منذ بداية العام، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 3.4% في يناير و4.1% في فبراير، ما يشير إلى تسارع وتيرة الغلاء. وعلى الرغم من أن عام 2024 شهد استقرارًا نسبيًا في أسعار البيض، فإن المنحى التصاعدي هذا العام يعيد إلى الواجهة تساؤلات حول هشاشة سلاسل التوريد، والخلل في التوازن بين العرض والطلب. ولا يمكن إغفال دور إنفلونزا الطيور في تفاقم الأزمة، خاصة بعد انتشارها في الولايات المتحدة وتأثيرها المتنامي على الأسواق الأوروبية، حيث باتت كلفة البيض خاضعة للعوامل الصحية تمامًا كما للعوامل الاقتصادية. في المقابل، شهدت بعض الدول استثناءات لافتة، مثل هولندا التي سجلت انخفاضًا بنسبة 3.6% في الأسعار، تلتها لوكسمبورغ بـ3.2%، ثم اليونان بـ2%. هذا التفاوت يُظهر أن السياسات الحكومية والقدرات الإنتاجية لا تزال تلعب دورًا حاسمًا في الحد من تأثير الأزمة. وبالعودة إلى الإنتاج، تصدرت فرنسا قائمة الدول الأوروبية المنتجة للبيض في 2024، بإجمالي إنتاج بلغ 942 ألف طن، تلتها ألمانيا، ثم إسبانيا وإيطاليا. إلا أن ارتفاع الإنتاج لا يعني بالضرورة استقرارًا في السوق، خاصة مع تزايد تقلبات العرض والطلب عالميًا، واشتداد المنافسة مع الدول خارج الاتحاد الأوروبي. |